شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الفصل الخامس: في الأجوف واحكامه

صفحة 634 - الجزء 2

  تخافوا، ولم تخافى» وكذا الباقى من المثل. وإذا أسند إلى الضمير المتحرك حذفت عينه⁣(⁣١) إن كان مما يجب فيه الإعلال، سواء أكان مرفوعا أم منصوبا أم مجزوما، تقول: «النّساء يقلن، ولن يثبن، ولم يرعن».

  حكم إسناد الأمر إلى الضمائر:

  الأمر كالمضارع المجزوم: فلو أنه أسند إلى الضمير الساكن رجعت إليه العين التى حذفت منه حال إسناده للضمير المستتر، تقول: «قولا، وخافا، وبيعا وقولوا، وخافوا، وبيعوا، وقولى، وخافى، وبيعى» وإذا أسند إلى الضمير المتحرك بقيت العين محذوفة⁣(⁣٢)، تقول: «قلن، وخفن، وبعن» قال الله تعالى (٢٠ - ٤٤): {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً} وقال (٢ - ٨٣): {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} وقال (١٠ - ٨٩): {فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ} وقال (٧٣ - ٢٠): {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} وقال (١٧ - ٧٨): {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} وقال (٣٣ - ٣٢): {وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً} وقال (٤٦ - ٣١): {أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ}.


(١) حذفت العين للتخلص من التقاء الساكنين، لأن المضارع عند إسناده لنون النسوة يبنى على السكون، وحرف العلة قبله ساكن أيضا، والأمر ساكن الآخر فى حالتى تجرده عن الضمائر البارزة واتصاله بنون النسوة، فلهذا تحذف عينه للعلة نفسها، فإذا أسند إلى الضمير الساكن تحرك آخره، فزالت العلة المقتضية للحذف فترجع العين.

(٢) صورة فعل الأمر المسند إلى نون النسوة مثل صورة الفعل الماضى المسند إليها، ولكنهما يختلفان فى التقدير، فأصل «قلن» الأمر: «قولن» فالمحذوف واو، وضمة القاف أصل فى صيغة الأمر، وأصل «قلن» الماضى: «قالن» فالمحذوف ألف، وهذه الألف منقلبة عن واو، وضمة القاف عارضة عند الإسناد؛ للدلالة على أن المحذوف أصله الواو كما تقدم، ومثله الباقى.