الفصل الثامن: في اللفيف المقرون، واحكامه
  انقلبت ألفا، نحو «طوى، ولوى، وغوى، وعوى» ونحو «يهوى، ويضوى، ويقوى، ويجوى» وإن وجد ما يقتضى سلب حركتها حذفت الحركة، نحو «يطوى، ويهوى، ويلوى، وينوى» وإن وجد ما يقتضى حذف اللام حذفت كما فى المضارع المجزو مسندا إلى الظاهر أو الضمير المستتر، وكما فى الأمر المسند إلى الضمير المستتر، وكما فى سائر الأنواع عند الإسناد إلى واو الجماعة(١) أو ياء المخاطبة، تقول: «لم يطو محمد، ولم يلو، واطويا يا محمدان، والويا» وتقول: «المحمدون طووا ولووا، وهم يطوون ويلوون، واطووا والووا، وأنت يا زينب تطوين وتلوين، واطوى، والوى» وإن لم توجد علة تقتضى شيئا من هذا بقيت اللام بحالها كما فى «حىّ وعىّ»(٢).
= من أن أصل الألف فى جميع اللفيف المقرون منقلبة عن الياء، وأن كل مقرون لامه واو وعينه واو كذلك يجب فيه تحويله إلى مثال «علم» ليتسنى قلب اللام ياء فرارا من اجتماع الواوين - كانت هذه القاعدة صحيحة، وعلى مقتضى ما فى القاموس وشرحه لا تتم القاعدة، إلا أن يدعى أنهم ردوا الألف واوا أولا كما تقتضيه قاعدة معاملة المقرون بمثل ما يعامل به الناقص، ثم قلبوا الواو ياء فرارا من الواوين.
(١) تحذف اللام عند الإسناد إلى أحدهما تخلصا من التقاء الساكنين؛ فمثلا: أصل «يلوون» «يلويون» على مثال يضربون - فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت، فالتقى ساكنان، فحذفت الياء، ثم قلبت كسرة العين ضمة لمناسبة واو الجماعة.
(٢) يجوز فى هاتين الكلمتين إدغام العين فى اللام؛ لأنهما مثلان فى كلمة، وثانيهما متحرك لزوما، ويجوز فيهما الفك، وهو الأكثر؛ إذ الإدغام فى الماضى يستدعى الإدغام فى المضارع، ويلزم على الإدغام فى المضارع وقوع ياء مضمومة فى الآخر، وهو مرفوض عندهم؛ ولهذه العلة نفسها لم يعلوا عينه بقلبها ألفا مع تحركها وانفتاح ما قبلها، وعلى الإدغام جاء قول عبيد بن الأبرص:
عيّوا بأمرهم كما ... عيّت ببيضتها الحمامه
وقول النابغة الذبيانى:
وقفت فيها أصيلا كى أسائلها ... عيّت جوابا، وما بالرّبع من أحد