شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الفصل الثاني: في احكام تخص بعض أنواع الفعل

صفحة 651 - الجزء 2

  ثانيا: ماضى المضعف الثلاثى ومضارعه غير المجزوم بالسكون يجب فيهما الإدغام إلا أن يتصل بهما ضمير رفع متحرك، تقول: شدّ يشدّ، ومدّ يمدّ، وفرّ يفرّ؛ فإن اتصل بهما ضمير رفع متحرك كنون النسوة وجب الفك؛ تقول: الفاطمات شددن ويشددن، ومددن ويمددن، وفررن ويفررن وأما الأمر والمضارع المجزوم بالسكون فيجوز فيهما الفك والإدغام؛ تقول: اشدد ولا تشدد، وإن شئت قلت: شدّ ولا تشدّ.

  ثالثا: يجب حذف فاء المثال الثلاثى من مضارعه وأمره بشرطين؛ الأول: أن تكون الفاء واوا، والثانى: أن يكون المضارع مكسور العين، تخلصا من وقوع الواو بين عدوتيها: الياء المفتوحة⁣(⁣١)، والكسرة، تقول فى مضارع «وعد، وورث» وأمرهما: «يعد، ويرث، وعد، ورث».

  رابعا: تحذف عين الأجوف من مضارعه المجزوم بالسكون، ومن أمره المبنى على السكون، تقول فى «قال، وباع، وخاف»: «لم يقل، ولم يبع، ولم يخف، وقل، وبع، وخف» فإن كان المضارع مجزوما بحذف النون أو كان الأمر مبنيا على حذف النون لم تحذف عين الأجوف، تقول: «لم يقولوا، ولم يبيعوا، ولم يخافوا» وتقول: «قولوا، وقولا، وقولى، وبيعوا، وبيعا، وبيعى، وخافوا، وخافا، وحافى».

  وكذلك تحذف عين الأجوف من الماضى والمضارع والأمر إذا اتصل بأحدها الضمير المتحرك نحو «الفاطمات قلن، وبعن، وخفن، ويقلن، ويبعن، ويخفن» وتقول: «يا فاطمات قلن خيرا، وبعن الدنيا، وخفن الله»⁣(⁣٢)،


(١) هذا ظاهر فى المضارع المبدوء بالياء، إلا أنهم أجروا المضارع المبدوء بغير الياء والأمر على سننه؛ لأن من عاداتهم أن يحملوا الشئ على نظيره، كما قد يحملونه على ضده.

(٢) أنت ترى أن صيغة ماضى الأجوف المسند إلى نون النسوة مثل صيغة أمره المسند إليها، والفرق بينهما يتبين بالقرائن، فأنت خبير أن الماضى خبر، وأن الأمر إنشاء.