شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الكلام على حذف العائد المخفوض وشروطه

صفحة 173 - الجزء 1

  لما فرغ من الكلام على الضمير المرفوع والمنصوب شرع فى الكلام على المجرور، وهو إما أن يكون مجرورا بالإضافة، أو بالحرف.

  فإن كان مجرورا بالإضافة لم يحذف، إلا إذا كان مجرورا بإضافة اسم فاعل بمعنى الحال أو الاستقبال، نحو «جاء الذى أنا ضاربه: الآن، أو غدا»؛ فتقول: جاء الذى أنا ضارب، بحذف الهاء.

  وإن كان مجرورا بغير ذلك لم يحذف، نحو «جاء الذى أنا غلامه، أو أنا مضروبه، أو أنا ضاربه أمس» وأشار بقوله: «كأنت قاض» إلى قوله تعالى: {فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ} التقدير «ما أنت قاضيه» فحذفت الهاء، وكأنّ المصنف استغنى بالمثال عن أن يقيّد الوصف بكونه اسم فاعل بمعنى الحال أو الاستقبال.

  وإن كان مجرورا بحرف فلا يحذف إلا إن دخل على الموصول حرف مثله: لفظا ومعنى، واتفق العامل فيهما مادة، نحو: «مررت بالذى مررت به، أو أنت مارّ به» فيجوز حذف الهاء؛ فتقول: «مررت بالذى مررت» قال الله تعالى: {وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} أى: منه، وتقول: «مررت بالذى أنت مارّ» أى به، ومنه قوله:


= بالفعل الذى قبله «الموصول» مفعول مقدم لجر الآتى «جر» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على «ما» والجملة لا محل لها صلة «كمر» الكاف جارة لقول محذوف، وهى ومجرورها يتعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، أى: وذلك كائن كقولك، مر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «بالذى» جار ومجرور متعلق بمر السابق «مررت» فعل وفاعل. والجملة لا محل لها صلة، والعائد محذوف تقديره «به» وقوله: «فهو بر» الفاء واقعة فى جواب شرط محذوف، وهو: ضمير منفصل مبتدأ، بر: خبر المبتدأ. وجملة المبتدأ وخبره فى محل جزم جواب ذلك الشرط المحذوف.