شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

قد يصير الاسم المقترن بال أو المضاف علما بالغلبة

صفحة 186 - الجزء 1

  من أقسام الألف واللام أنها تكون للغلبة، نحو: «المدينة»، و «الكتاب»؛ فإنّ حقهما الصّدق على كل مدينة وكل كتاب، لكن غلبت «المدينة» على مدينة الرسول ، و «الكتاب» على كتاب سيبويه ¦، حتى إنهما إذا أطلقا لم يتبادر إلى الفهم غيرهما.

  وحكم هذه الألف واللام أنها لا تحذف إلا فى النداء أو الإضافة، نحو «يا صعق» فى الصّعق⁣(⁣١)، و «هذه مدينة رسول الله ».

  وقد تحذف فى غيرهما شذوذا، سمع من كلامهم: «هذا عيّوق طالعا» (٢)، والأصل العيّوق⁣(⁣٢)، وهو اسم نجم.

  وقد يكون العلم بالغلبة أيضا مضافا: كابن عمر، وابن عبّاس، وابن مسعود؛


= بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «أوجب» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقدير أنت، وجواب الشرط محذوف لدلالة هذا عليه، أو جملة أوجب وفاعله فى محل جزم جواب الشرط، وحذف الفاء منها - مع أنها جملة طلبية - ضرورة «وفى» الواو حرف عطف، فى: حرف جر «غيرهما» غير: مجرور بفى، وغير مضاف والضمير - الذى يعود على النداء والإضافة - مضاف إليه، والجار والمجرور متعلق بتنحذف الآتى «قد» حرف تقليل «تنحذف» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى يعود على «أل» وتقدير البيت: إن تناد أو تضف فأوجب حذف أل هذه، وقد تنحذف أل فى غير النداء والإضافة.

(١) الصعق - فى أصل اللغة - اسم يطلق على كل من رمى بصاعقة، ثم اختص بعد ذلك بخويلد بن نفيل، وكان من شأنه أنه كان يطعم الناس بتهامة، فعصفت الريح التراب فى جفانه، فسبها، فرمى بصاعقة، فقال الناس عنه: ألصعق.

(٢) العيوق - فى أصل الوضع - كلمة على زنة فيعول من قولهم: عاق فلان فلانا يعوقه، إذا حال بينه وبين غرضه، ومعناه عائق، وهو بهذا صالح للاطلاق على كل معوق لغيره، وخصوا به نجما كبيرا قريبا من نجم الثريا ونجم الدبران، زعموا أنهم سموه بذلك لأن الدبران يطلب الثريا والعيوق يخول بينه وبين إدراكها.