شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

قد يصير الاسم المقترن بال أو المضاف علما بالغلبة

صفحة 187 - الجزء 1

  فإنه غلب على العبادلة⁣(⁣١) دون غيرهم من أولادهم، وإن كان حقّه الصّدق عليهم، لكن غلب على هؤلاء، حتى إنه إذا أطلق «ابن عمر» لا يفهم منه غير عبد الله، وكذا «ابن عباس» و «ابن مسعود» ¤ أجمعين؛ وهذه الإضافة لا تفارقه، لا فى نداء، ولا فى غيره، نحو: «يا ابن عمر».


(١) العبادلة: جمع عبدل، بزنة جعفر، وعبدل يحتمل أمرين: أولهما أن يكون أصله «عبد» فزيدت لام فى آخره، كما زيدت فى «زيد» حتى صار زيدلا، والثانى أن يكونوا قد نحتوه من «عبد الله» فاللام هى لام لفظ الجلالة، والنحت باب واسع؛ فقد قالوا: عبشم، من عبد شمس، وعبدر، من عبد الدار، ومرقس، من امرئ القيس، وقالوا: حمدلة، من الحمد لله، وسبحلة، من سبحان الله، وجعفده، من قولهم: جعلت فداءك، وطلبقة، من قولهم: أطال الله بقاءك - وأشباه لهذا كثيرة.

وقال الشاعر، وينسب لعمر بن أبى ربيعة؛ فجاء بالفعل واسم فاعله على طريق النحت:

لقد بسملت ليلى غداة لقيتها ... فيا حبّذا ذاك الحبيب المبسمل

ولكثرة ما ورد من هذا النحو نرى أنه يجوز لك أن تقيس عليه؛ فتقول «مشأل مشألة» إذا قال: ما شاء الله، وتقول «سبحر سبحرة» إذا قال: سبحان ربى، وتقول «نعمص نعمصة» إذا قال: نعم صباحك، وتقول «نعمس نعمسة» إذا قال: نعم مساؤك، وهكذا؛ وقدامى العلماء يرون باب النحت مقصورا على ما سمع منه عن العرب وهو من تحجير الواسع؛ فتدبر هذا، ولا تكن أسير القليد، وانظر القسم الأول من كتابنا دروس التصريف (ص ٢٢ طبعة ثانية)