شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الخبر المفرد على ضربين: جامد، ومشتق

صفحة 205 - الجزء 1

  والمفرد الجامد فارغ، وإن ... يشتقّ فهو ذو ضمير مستكنّ⁣(⁣١)

  تقدم الكلام فى الخبر إذا كان جملة، وأما المفرد: فإما أن يكون جامدا، أو مشتقّا.

  فإن كان جامدا فذكر المصنف أنه يكون فارغا من الضمير، نحو «زيد أخوك» وذهب الكسائىّ والرّمّانىّ وجماعة إلى أنه يتحمل الضمير، والتقدير عندهم: «زيد أخوك هو» وأما البصريون فقالوا: إما أن يكون الجامد متضمنا معنى المشتق، أو لا؛ فإن تضمّن معناه نحو «زيد أسد» - أى شجاع - تحمّل الضمير، وإن لم يتضمن معناه لم يتحمل الضمير كما مثّل.

  وإن كان مشتقّا فذكر المصنف أنه يتحمل الضمير، نحو «زيد قائم» أى: هو، هذا إذا لم يرفع ظاهرا.


(١) «والمفرد» مبتدأ «الجامد» نعت له «فارغ» خبر المبتدأ «وإن» شرطية «يشتق» فعل مضارع فعل الشرط مبنى للمجهول، مجزوم بإن الشرطية، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالفتح تخلصا من التقاء الساكنين وطلبا للخفة، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على قوله المفرد «فهو» الفاء واقعة فى جواب الشرط، والضمير المنفصل مبتدأ «ذو» اسم بمعنى صاحب خبر المبتدأ وذو مضاف و «ضمير» مضاف إليه «مستكن» نعت لضمير، وجملة المبتدأ والخبر فى محل جزم جواب الشرط، ويجوز أن يكون قوله «المفرد» مبتدأ أول، وقوله «الجامد» مبتدأ ثانيا، وقوله «فارغ» خبر المبتدأ الثانى، وجملة المبتدأ الثانى وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول، والرابط بين جملة الخبر والمبتدأ الأول محذوف، وتقدير الكلام على هذا: والمفرد الجامد منه فارغ، والشاطبى يوجب هذا الوجه من الإعراب؛ لأن الضمير المستتر فى قوله «يشتق» فى الوجه الأول عاد على «المفرد» الموصوف بقوله «الجامد» بدون صفته، إذا لو عاد على الموصوف وصفته لكان المعنى: إن يكن المفرد الجامد مشتقا، وهو كلام غير مستقيم، وزعم أن عود الضمير على الموصوف وحده - دون صفته - خطأ، وليس كما زعم، لا جرم جوزنا الوجهين فى إعراب هذه العبارة.