شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الخبر يكون مفردا، ويكون جملة، والجملة على ضربين

صفحة 204 - الجزء 1

  كقوله تعالى: {وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ}⁣(⁣١) فى قراءة من رفع اللباس (٣) أو تكرار المبتدأ بلفظه، وأكثر ما يكون فى مواضع التفخيم كقوله تعالى: {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ} و {الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ} وقد يستعمل فى غيرها، كقولك: «زيد ما زيد» (٤) أو عموم يدخل تحته المبتدأ، نحو «زيد نعم الرّجل».

  وإن كانت الجملة الواقعة خبرا هى المبتدأ فى المعنى لم تحتج إلى رابط، وهذا معنى قوله: «وإن تكن - إلى آخر البيت» أى: وإن تكن الجملة إياه - أى المبتدأ - فى المعنى اكتفى بها عن الرابط، كقولك: «نطقى الله حسبى»؛ فنطقى: مبتدأ [أوّل]، والاسم الكريم: مبتدأ ثان، وحسبى: خبر عن المبتدإ الثانى، والمبتدأ الثانى وخبره خبر عن المبتدإ الأول، واستغنى عن الرّابط؛ لأن قولك «الله حسبى» هو معنى «نطقى» وكذلك «قولى لا إله إلّا الله».

  * * *


(١) هذه الآية الكريمة أولها: {يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ} وقد قرئ فيها فى السبعة بنصب «لباس التقوى» وبرفعه، فأما قراءة النصب فعلى العطف على «لباسا بوارى» ولا كلام لنا فيها الآن، وأما قراءة الرفع فيجوز فيها عدة وجوه من الإعراب؛ الأول: أن يكون «لباس التقوى» مبتدأ أول، و «ذلك» مبتدأ ثانيا، و «خير» خبر المبتدأ الثانى، وجملة المبتدأ الثانى وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول، وهذا هو الوجه الذى خرج الشارح وغيره من النحاة الآية عليه، والوجه الثانى: أن يكون «ذلك» بدلا من «لباس التقوى»، والثالث: أن يكون «ذلك» نعتا للباس التقوى على ما هو مذهب جماعة و «خير» خبر المبتدأ الذى هو «لباس التقوى» وعلى هذين لا شاهد فى الآية لما نحن بصدده فى هذا الباب.