شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

إذا جرى الخبر المشتق على غير مبتدئه برز معه ضميره وجوبا

صفحة 207 - الجزء 1

  إذا جرى الخبر المشتق على من هو له استتر الضمير فيه، نحو: «زيد قائم» أى هو، فلو أتيت بعد المشتق بـ «هو» ونحوه وأبرزته فقلت: «زيد قائم هو» فقد جوّز سيبويه فيه وجهين؛ أحدهما: أن يكون «هو» تأكيدا للضمير المستتر فى «قائم» والثانى أن يكون فاعلا بـ «قائم». هذا إذا جرى على من هو له.

  فإن جرى على غير من هو له - وهو المراد بهذا البيت - وجب إبراز الضمير، سواء أمن اللبس، أو لم يؤمن؛ فمثال ما أمن فيه اللبس: «زيد هند ضاربها هو» ومثال ما لم يؤمن فيه الّلبس لو لا الضمير «زيد عمرو ضاربه هو» فيجب إبراز الضمير فى الموضعين عند البصريين، وهذا معنى قوله: «وأبرزنه مطلقا» أى سواء أمن اللبس، أو لم يؤمن.

  وأما الكوفيون فقالوا: إن أمن اللبس جاز الأمران كالمثال الأول - وهو:


= ظرف مكان متعلق بأبرز «تلا» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الخبر المشتق، والجملة من تلا وفاعله فى محل جر بإضافة حيث إليها «ما» اسم موصول مفعول به لتلا، مبنى على السكون فى محل نصب «ليس» فعل ماض ناقص «معناه» معنى: اسم ليس، ومعنى مضاف والضمير مضاف إليه «له» جار ومجرور متعلق بقوله «محصلا» الآتى «محصلا» خبر ليس، والجملة من ليس ومعموليها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول الذى هو «ما»، وتقدير البيت: وأبرز ضمير الخبر المشتق مطلقا إن تلا الخبر مبتدأ ليس معنى ذلك الخبر محصلا لذلك المبتدأ، وقد عبر الناظم فى الكافية عن هذا المعنى بعبارة سالمة من هذا الاضطراب والقلق، وذلك قوله:

وإن تلا غير الّذى تعلّقا ... به فأبرز الضّمير مطلقا

فى المذهب الكوفىّ شرط ذاك أن ... لا يؤمن الّلبس، ورأيهم حسن

وقد أشار الشارح إلى اختيار الناظم فى غير الألفية من كتبه لمذهب الكوفيين فى هذه المسألة، وأنت تراه يقول فى آخر هذين البيتين عن مذهب الكوفيين «ورأيهم حسن»