شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

إذا جرى الخبر المشتق على غير مبتدئه برز معه ضميره وجوبا

صفحة 208 - الجزء 1

  «زيد هند ضاربها هو» - فإن شئت أتيت بـ «هو» وإن شئت لم تأت به، وإن خيف اللبس وجب الإبراز كالمثال الثانى؛ فإنك لو لم تأت بالضمير فقلت: «زيد عمرو ضاربه» لاحتمل أن يكون فاعل الضرب زيدا، وأن يكون عمرا، فلما أتيت بالضمير فقلت: «زيد عمرو ضاربه هو» تعين أن يكون «زيد» هو الفاعل.

  واختار المصنف فى هذا الكتاب مذهب البصريين، ولهذا قال: «وأبرزنه مطلقا» يعنى سواء خيف اللبس، أو لم يخف، واختار فى غير هذا الكتاب مذهب الكوفيين، وقد ورد السماع بمذهبهم؛ فمن ذلك قول الشاعر:

  ٤٢ - قومى ذرا المجد بانوها وقد علمت ... بكنه ذلك عدنان وقحطان

  التقدير: بانوها هم؛ فحذف الضمير لأمن اللبس.

  * * *


٤٢ - هذا الشاهد غير منسوب إلى قائل معين فيما بين أيدينا من المراجع.

اللغة: «ذرا» بضم الذال - جمع ذروة. وهى من كل شئ أعلاه «المجد» الكرم «بانوها» جعله العينى فعلا ماضيا بمعنى زادوا عليها وتمييزوا، ويحتمل أن يكون جمع «بان» جمعا سالما مثل قاض وقاضون وغاز وغازون، وحذفت النون للاضافة كما حذفت النون فى قولك «قاضو المدينة ومفتوها» وهو عندنا أفضل مما ذهب إليه العينى «كنه» كنه كل شئ: غايته، ونهايته، وحقيقته.

الإعراب: «قومى» قوم: مبتدأ أول، وقوم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «ذرا» مبتدأ ثان، وذرا مضاف و «المجد» مضاف إليه «بانوها» بانو: خبر المبتدأ الثانى، وبانو مضاف وضمير الغائبة العائد إلى ذرا المجد مضاف إليه، وجملة المبتدأ الثانى وخبره خبر المبتدأ الأول «وقد» الواو واو الحال، قد: حرف تحقيق «علمت» علم: فعل ماض، والتاء للتأنيث «بكنه» جار ومجرور متعلق بعلمت،