شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي يجب فيها تأخير الخبر

صفحة 233 - الجزء 1

  تريد أن يكون خبرا، من غير دليل يدلّ عليه؛ فإن وجد دليل يدلّ على أن المتقدم خبر جاز، كقولك «أبو يوسف أبو حنيفة» فيجوز تقدم الخبر - وهو أبو حنيفة - لأنه معلوم أن المراد تشبيه أبى يوسف بأبى حنيفة، لا تشييه أبى حنيفة بأبى يوسف، ومنه قوله:

  ٥١ - بنونا بنو أبنائنا، وبناتنا ... بنوهنّ أبناء الرّجال الأباعد


= بأن كانا جامدين، أو كان كلاهما مشتقا - فالمقدم مبتدأ؛ والرابع: أن المبتدأ هو الأعرف عند المخاطب سواء أتقدم أم تأخر، فإن تساويا عنده فالمقدم هو المبتدأ.

٥١ - نسب جماعة هذا البيت للفرزدق، وقال قوم: لا يعلم قائله، مع شهرته فى كتب النحاة وأهل المعانى والفرضيين.

الإعراب: «بنونا» بنو: خبر مقدم، وبنو مضاف والضمير مضاف إليه «بنو» مبتدأ مؤخر، وبنو مضاف وأبناء من «أبنائنا» مضاف إليه، وأبناء مضاف والضمير مضاف إليه «وبناتنا» الواو عاطفة، بنات: مبتدأ أول، وبنات مضاف والضمير مضاف إليه «بنوهن» بنو: مبتدأ ثان، وبنو مضاف والضمير مضاف إليه «أبناء» خبر المبتدأ الثانى، وجملة المبتدأ الثانى وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول، وأبناء مضاف و «الرجال» مضاف إليه «الأباعد» صفة للرجال.

الشاهد فيه: قوله «بنونا بنو أبنائنا» حيث قدم الخبر وهو «بنونا» على المبتدأ وهو «بنو أبنائنا» مع استواء المبتدأ والخبر فى التعريف؛ فإن كلا منهما مضاف إلى ضمير المتكلم - وإنما ساغ ذلك لوجود قرينة معنوية تعين المبتدأ منهما؛ فإنك قد عرفت أن الخبر هو محط الفائدة؛ فما يكون فيه أساس التشبيه - وهو الذى تذكر الجملة لأجله - فهو الخبر.

وبعد، فقد قال ابن هشام يعترض على ابن الناظم استشهاده بهذا البيت: «قد يقال إن هذا البيت لا تقديم فيه ولا تأخير، وإنه جاء على التشبيه المقلوب، كقول ذى الرمة:

* ورمل كأوراك العذارى قطعته*