شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي يجب فيها تأخير الخبر

صفحة 235 - الجزء 1

  «قام أبوه زيد»، وقد تقدم ذكر الخلاف فى ذلك⁣(⁣١)، وكذلك يجوز التقديم إذا رفع الفعل ضميرا بارزا، نحو «الزّيدان قاما» فيجوز أن تقدّم الخبر فتقول «قاما الزّيدان» ويكون «الزيدان» مبتدأ مؤخرا، و «قاما» خبرا مقدما، ومنع ذلك قوم.

  وإذا عرفت هذا فقول المصنف: «كذا إذا ما الفعل كان الخبر» يقتضى [وجوب] تأخير الخبر الفعلى مطلقا، وليس كذلك، بل إنما يجب تأخيره إذا رفع ضميرا للمبتدأ مستترا، كما تقدم.

  الثالث: أن يكون الخبر محصورا بإنّما، نحو «إنّما زيد قائم» أو بإلا، نحو «ما زيد إلا قائم» وهو المراد بقوله «أو قصد استعماله منحصرا»؛ فلا يجوز تقديم «قائم» على «زيد» فى المثالين، وقد جاء التقديم مع «إلا» شذوذا، كقول الشاعر:

  ٥٢ - فيا ربّ هل إلّا بك النّصر يرتجى ... عليهم؟ وهل إلّا عليك المعوّل؟


(١) يريد خلاف البصريين والكوفيين، حيث جوز البصريون التقديم. ومنعه الكوفيون (واقرأ الهامشة رقم ١ فى ص ٢٢٨).

٥٢ - البيت للكميت بن زيد الأسدى، وهو الشاعر المقدم، العالم بلغات العرب، الخبير بأيامها، وأحد شعراء مضر المتعصبين على القحطانية، والبيت من قصيدة له من قصائد تسمى الهاشميات قالها فى مدح بنى هاشم، وأولها قوله:

ألا هل عم فى رأيه متأمّل؟ ... وهل مدبر بعد الإساءة مقبل؟

اللغة: «عم» العمى ذهاب البصر من العينين جميعا، ولا يقال عمى إلا على ذلك، ويقال لمن ضل عنه وجه الصواب: هو أعمى، وعم، والمرأة عمياء وعمية «مدبر» هو فى الأصل من ولاك قفاه، ويراد منه الذى يعرض عنك ولا يباليك «المعول» تقول: عولت على فلان؛ إذا جعلته سندك الذى تلجأ إليه، وجعلت أمورك كلها بين يديه، والمعول ههنا مصدر ميمى بمعنى التعويل.