شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يجوز حذف المبتدأ أو الخبر، ان دل على المحذوف دليل

صفحة 245 - الجزء 1

  



= الأنصارى، ونسبه غيرهما - ومنهم العباسى فى معاهد التنصيص (ص ٩٩ بولاق) - إلى قيس بن الخطيم أحد فحول الشعراء فى الجاهلية، وهو الصواب، وهو من قصيدة له، أولها قوله:

ردّ الخليط الجمال فانصرفوا ... ماذا عليهم لو أنّهم وقفوا؟

وقيس بن الخطيم - بالخاء المعجمة - هو صاحب القصيدة التى أولها قوله:

أتعرف رسما كاطّراد المذاهب ... لعمرة وحشا غير موقف راكب؟

اللغة: «الرأى» أراد به هنا الاعتقاد، وأصل جمعه أرآء، مثل سيف وأسياف وثوب وأثواب، وقد نقلوا العين قبل الفاء، فقالوا: آراء، كما قالوا فى جمع بئر آبار وفى جمع رئم آرام، ووزن آراء وآبار وآرام أعفال.

الإعراب: «نحن» ضمير منفصل مبتدأ، مبنى على الضم فى محل رفع، وخبره محذوف دل عليه ما بعده، والتقدير: نحن راضون «بما» جار ومجرور متعلق بذلك الخبر المحذوف «عندنا» عند: ظرف متعلق بمحذوف صلة «ما» المجرورة محلا بالباء، وعند مضاف والضمير مضاف إليه «وأنت» مبتدأ «بما» جار ومجرور متعلق بقوله «راض» الآتى «عندك» عند: ظرف متعلق بمحذوف صلة «ما» المجرورة محلا بالباء، وعند مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه «راض» خبر المبتدأ الذى هو «أنت» و «الرأى مختلف» مبتدأ وخبره.

الشاهد فيه: قوله «نحن بما عندنا» حيث حذف الخبر - احترازا عن العبث وقصدا للاختصار مع ضيق المقام - من قوله «نحن يما عندنا» والذى جعل حذفه سائغا سهلا دلالة خبر المبتدأ الثانى عليه.

واعلم أولا أن الحذف من الأول لدلالة الثانى عليه شاذ، والأصل الغالب هو الحذف من الثانى لدلالة الأول عليه.

واعلم ثانيا أن بعض العلماء أراد أن يجعل هذا البيت جاريا على الأصل المذكور؛ فزعم أن «راض» فى الشطر الثانى من البيت ليس خبرا عن «أنت» بل هو خبر عن «نحن» الذى فى أول البيت، وذلك بناء على أن «نحن» للمتكلم المعظم نفسه.