بعض هذه الأفعال يعمل بلا شرط، وبعضها لا يعمل الا بشرط
  ٦٢ - ألا يا اسلمى، يا دارمىّ، على البلى، ... ولا زال منهلّا بجرعائك القطر
= المعنى: يا صاحبى اجتهد، واستعد للموت، ولا تنس ذكره؛ فإن نسيانه ضلال ظاهر.
الإعراب: «صاح» منادى حذفت منه ياء النداء، وهو مرخم ترخيما غير قياسى؛ لأنه نكرة، والقياس ألا برخم مما ليس آخره تاء إلا العلم «شمر» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ولا» الواو عاطفة، لا: ناهية «تزل» فعل مضارع ناقص مجزوم بحرف النهى، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ذاكر» خبر تزل، وذاكر مضاف، و «الموت» مضاف إليه «فنسيانه» الفاء حرف دال على التعليل، نسيان: مبتدأ، ونسيان مضاف والهاء العائدة إلى الموت مضاف إليه «ضلال» خبر المبتدأ «مبين» نعت لضلال.
الشاهد فيه: قوله «ولا تزل ذاكر الموت» حيث أجرى فيه مضارع «زال» مجرى «كان» فى العمل؛ لكونها مسبوقة بحرف النهى، والنهى شبيه بالنفى.
٦٢ - البيت لذى الرمة غيلان بن عقبة يقوله فى صاحبته مية.
اللغة: «البلى» من بلى الثوب يبلى - على وزن رضى يرضى - أى: خلق ورث «منهلا» منسكبا منصبا «جرعائك» الجرعاء: رملة مستوية لا تنبت شيئا «القطر» المطر.
المعنى: يدعو لدار حبيبته بأن تدوم لها السلامة على مر الزمان من طوارق الحدثان وأن يدوم نزول الأمطار بساحتها، وكنى بنزول الأمطار عن الخصب والنماء بما يستتبع من رفاهية أهلها، وإقامتهم فى ربوعها، وعدم المهاجرة منها لانتجاع الغيث والكلأ.
الإعراب: «ألا» أداة استفتاح وتنبيه «يا» حرف نداء، والمنادى محذوف، والتقدير «يادارمية» «اسلمى» فعل أمر مقصود منه الدعاء، وياء المؤنثة المخاطبة فاعل «يادار» يا: حرف نداء، ودار: منادى منصوب بالفتحة الظاهرة، ودار مضاف، و «مى» مضاف إليه «على البلى» جار ومجرور متعلق باسلمى «ولا» الواو حرف عطف، لا: حرف دعاء «زال» فعل ماض ناقص «منهلا» خبر زال مقدم «بجرعائك» الجار والمجرور متعلق بقوله «منهلا» وجرعاء مضاف وضمير المخاطبة مضاف إليه «القطر» اسم زال مؤخر.