شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

معاني هذه الألفاظ

صفحة 269 - الجزء 1

  والثانى ما لا يتصرّف، وهو ليس ودام، فنبّه المصنف بهذا البيت على أن ما يتصرف من هذه الأفعال يعمل غير الماضى منه عمل الماضى، وذلك هو المضارع، نحو: «يكون زيد قائما» قال الله تعالى: {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} والأمر، نحو: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} وقال الله تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً} واسم الفاعل، نحو: «زيد كائن أخاك» وقال الشاعر:

  ٦٣ - وما كلّ من يبدى البشاشة كائنا ... أخاك، إذا لم تلفه لك منجدا


= إنما هو فى دام الناقصة التى ترفع الاسم وتنصب الخبر (الثانى) ما يتصرف تصرفا ناقصا، بأن يكون المستعمل منه الماضى والمضارع واسم الفاعل، وهو أربعة أفعال: زال، وفتئ، وبرح، وانفك (الثالث) ما يتصرف تصرفا تاما بأن تجئ منه أنواع الفعل الثلاثة: الماضى، والمضارع، والأمر، ويجئ منه المصدر واسم الفاعل، وهو الباقى، وقد اختلف النحاة فى مجئ اسم المفعول من القسم الثالث؛ فمنعه قوم منهم أبو على الفارسى؛ فقد سأله تلميذه ابن جنى عن قول سيبويه «مكون فيه» فقال: ما كل داء يعالجه الطبيب!. وأجازه غير أبى على، فاحفظ ذلك.

٦٣ - البيت من الشواهد التى لم نقف لها على نسبة إلى قائل معين.

اللغة: «يبدى» يظهر «البشاشة» طلاقة الوجه «تلفه» تجده «منجدا» مساعدا.

المعنى: ليس كل أحد يلقاك بوجه ضاحك أخاك الذى تركن إليه، وتعتمد فى حاجتك عليه، ولكن أخوك هو الذى تجده عونا لك عند الحاجة

الإعراب: «ما» نافية تعمل عمل ليس «كل» اسمها، وكل مضاف، و «من» اسم موصول مضاف إليه «يبدى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على «من» والجملة لا محل لها صلة الموصول «البشاشة» مفعول به ليبدى «كائنا» خبر ما النافية، وهو اسم فاعل متصرف من كان الناقصة، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى كل «أخاك» أخا: خبر كائن منصوب بالألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة، وأخا مضاف والكاف مضاف إليه «إذا» ظرف تضمن معنى الشرط «لم» حرف نفى وجزم «تلفه» تلف: فعل مضارع مجزوم بلم،