شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

معاني هذه الألفاظ

صفحة 270 - الجزء 1

  والمصدر كذلك، واختلف الناس فى «كان» الناقصة: هل لها مصدر أم لا؟ والصحيح أن لها مصدرا، ومنه قوله:

  ٦٤ - ببذل وحلم ساد فى قومه الفتى ... وكونك إيّاه عليك يسير


= وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والهاء مفعول أول لتلفى «لك» جار ومجرور متعلق بقوله منجدا الآتى «منجدا» مفعول ثان لتلفى، وقال العينى: هو حال وذلك مبنى على أن «ظن» وأخواتها تنصب مفعولا واحدا، وهو رأى ضعيف لبعض النحاة.

الشاهد فيه: قوله «كائنا أخاك» فإن «كائنا» اسم فاعل من كان الناقصة وقد عمل عملها، فرفع اسما ونصب خبرا: أما الاسم فهو ضمير مستتر فيه، وأما الخبر فهو قوله «أخاك» على ما بيناه فى إعراب البيت.

٦٤ - وهذا البيت - أيضا - من الشواهد التى لم ينسبوها إلى قائل معين.

اللغة: «بذل» عطاء «ساد» من السيادة، وهى الرفعة وعظم الشأن.

المعنى: إن الرجل يسود فى قومه وينبه ذكره فى عشيرته ببذل المال والحلم، وهو يسير عليك إن أردت أن تكون ذلك الرجل.

الإعراب: «ببذل» جار ومجرور متعلق بساد، «وحلم» معطوف على بذل «ساد» فعل ماض «فى قومه» الجار والمجرور متعلق أيضا بساد، وقوم مضاف والضمير مضاف إليه «الفتى» فاعل ساد «وكونك» كون: مبتدأ، وهو مصدر كان الناقصة؛ فمن حيث كونه مبتدأ يحتاج إلى خبر، وهو قوله «يسير» الآتى، ومن حيث كونه مصدر كان الناقصة يحتاج إلى اسم وخبر؛ فأما اسمه فالكاف المتصلة به؛ فلهذه الكاف محلان أحدهما جر بالإضافة، والثانى رفع على أنها الاسم، وأما خبرها فقوله «إيا» وقوله «عليك» جار ومجرور متعلق بيسير، وقوله «يسير» هو خبر المبتدأ، على ما تقدم ذكره.

الشاهد فيه: قوله «وكونك إياه» حيث استعمل مصدر كان الناقصة وأجراه مجراها فى رفع الاسم ونصب الخبر، وقد بينت لك اسمه وخبره فى إعراب البيت.