شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يجوز توسط خبر هذه الأفعال بينها وبين اسمها، خلافا لبعضهم في ليس، ولابن معط في دام

صفحة 272 - الجزء 1

  مراده أن أخبار هذه الأفعال - إن لم يجب تقديمها على الاسم، ولا تأخيرها عنه - يجوز توسّطها بين الفعل والاسم⁣(⁣١)؛ فمثال وجوب تقديمها على الاسم قولك: «كان فى الدّار صاحبها»، فلا يجوز ههنا تقديم الاسم على الخبر، لئلا يعود الضمير عل متأخر لفظا ورتبة، ومثال وجوب تأخير الخبر عن الاسم


(٢) حاصل القول فى هذا الموضوع أن لخبر كان وأخواتها ستة أحوال:

الأول: وجوب التأخير، وذلك فى مسألتين، إحداهما: أن يكون إعراب الاسم والخبر جميعا غير ظاهر، نحو: كان صديقى عدوى، وثانيتهما: أن يكون الخبر محصورا نحو قوله تعالى: {وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً} والمكاء: التصفير، والتصدية: التصفيق.

الثانى: وجوب التوسط بين العامل واسمه، وذلك فى نحو قولك: يعجبنى أن يكون فى الدار صاحبها؛ فلا يجوز فى هذا المثال تأخير الخبر عن الاسم؛ لئلا يلزم منه عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة، كما لا يجوز أن يتقدم الخبر على أن المصدرية لئلا يلزم تقديم معمول الصلة على الموصول، فلم يبق إلا توسط هذا الخبر على ما ذكرنا.

الثالث: وجوب التقدم على الفعل واسمه جميعا، وذلك فيما إذا كان الخبر مما له الصدارة كاسم الاستفهام، نحو «أين كان زيد»؟

الرابع: امتناع التأخر عن الاسم، مع جواز التوسط بين الفعل واسمه أو التقدم عليهما، وذلك فيما إذا كان الاسم متصلا بضمير يعود على بعض الخبر، ولم يكن ثمة مانع من التقدم على الفعل، نحو «كان فى الدار صاحبها، وكان غلام هند بعلها» يجوز أن تقول ذلك، ويجوز أن تقول: «فى الدار كان صاحبها، وغلام هند كان بعلها» - بنصب غلام - ولا يجوز فى المثالين التأخير عن الاسم.

الخامس: امتناع التقدم على الفعل واسمه جميعا، مع جواز توسطه بينهما أو تأخره عنهما جميعا، نحو «هل كان زيد صديقك»؟ ففى هذا المثال يجوز هذا، ويجوز «هل كان صديقك زيد» ولا يجوز تقديم الخبر على هل؛ لأن لها صدر الكلام، ولا توسيطه بين هل والفعل؛ لأن الفصل بينهما غير جائز.

السادس: جواز الأمور الثلاثة، نحو «كان محمد صديقك» يجوز فيه ذلك كما يجوز أن تقول: صديقك كان محمد، وأن تقول: كان صديقك محمد، بنصب الصديق.