شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تحذف كان: اما وحدها، واما مع اسمها، واما مع خبرها

صفحة 296 - الجزء 1

  وبعد «أن» تعويض «ما» عنها ارتكب ... كمثل «أمّا أنت برّا فاقترب»⁣(⁣١)

  ذكر فى هذا البيت أن «كان» تحذف بعد «أن» المصدرية ويعوّض عنها «ما» ويبقى اسمها وخبرها، نحو «أمّا أنت برّا فاقترب» والأصل «أن كنت برّا فاقترب» فحذفت «كان» فانفصل الضمير المتصل بها وهو التاء، فصار «أن أنت برّا» ثم أتى بـ «ما» عوضا عن «كان»، فصار


= الشاهد فيه: قوله «من لد شولا» حيث حذف «كان» واسمها وأبقى خبرها وهو «شولا» بعد لد، وهذا شاذ؛ لأنه إنما يكثر هذا الحذف بعد «إن، ولو» كما سبق، هذا بيان كلام الشارح العلامة وأكثر النحويين، وهو المستفاد من ظاهر كلام سيبويه.

وفى الكلام توجيه آخر، وهو أن يكون قولهم «شولا» مفعولا مطلقا لفعل محذوف، والتقدير «من لد شالت الناقة شولا» وبعض النحويين يذكر فيه إعرابا ثالثا وهو أن يكون نصب «شولا» على التمييز أو التشبيه بالمفعول به، كما ينتصب لفظ «غدوة» بعد «لدن» وعلى هذين التوجيهين لا يكون فى الكلام شاهد لما نحن فيه، وراجع هذه المسألة وشرح هذا الشاهد فى شرحنا على شرح أبى الحسن الأشمونى فى (ج ١ ص ٣٨٦ الشاهد رقم ٢٠٦) تظفر ببحث ضاف واف.

(١) «وبعد» ظرف متعلق بقوله «ارتكب» الآتى، وبعد مضاف، و «أن» قصد لفظه: مضاف إليه «تعويض» مبتدأ، وتعويض مضاف، و «ما» قصد لفظه: مضاف إليه «عنها» جار ومجرور متعلق بتعويض «ارتكب» فعل ماض مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى تعويض، والجملة من ارتكب ونائب فاعله فى محل رفع خبر المبتدأ، «كمثل» الكاف زائدة، مثل: خبر لمبتدأ محذوف «أما» هى أن المصدرية المدغمة فى ما الزائدة المعوض بها عن كان المحذوفة «أنت» اسم كان المحذوفة «برا» خبر كان المحذوفة «فاقترب» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.