شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الحروف مشبهة بليس ما، ولا، ولات، وان المشبهات بليس الحرف الأول ما، وشروط أعماله عمل ليس ستة

صفحة 302 - الجزء 1

  وحروف، وسبق الكلام على «كان» وأخواتها، وهى من الأفعال الناسخة، وسيأتى الكلام على الباقى، وذكر المصنف فى هذا الفصل من الحروف [الناسخة] قسما يعمل عمل «كان» وهو: ما، ولا، ولات، وإن.

  أما «ما» فلغة بنى تميم أنها لا تعمل شيئا؛ فتقول: «ما زيد قائم» فزيد: مرفوع بالابتداء، وقائم: خبره، ولا عمل لما فى شئ منهما؛ وذلك لأن «ما» حرف لا يختصّ؛ لدخوله على الاسم نحو: «ما زيد قائم» وعلى الفعل نحو: «ما يقوم زيد» وما لا يختص فحقه ألّا يعمل، ولغة أهل الحجاز إعمالها كعمل «ليس» لشبهها بها فى أنها لنفى الحال عند الإطلاق؛ فيرفعون بها الاسم، وينصبون بها الخبر، نحو: «ما زيد قائما» قال الله تعالى {ما هذا بَشَراً} وقال تعالى: {ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ} وقال الشاعر:

  ٧٥ - أبناؤها متكنّفون أباهم ... حنقو الصّدور، وما هم أولادها


٧٥ - البيت من الشواهد التى لا يعرف قائلها؛ وقد أنشده أبو على ولم ينسبه، وقبله قوله:

وأنا النّذير بحرّة مسودّة ... تصل الجيوش إليكم أقوادها

اللغة: «النذير» المعلم الذى يخوف القوم بما يدهمهم من عدو ونحوه «بحرة» أصله الأرض ذات الحجارة السود، وأراد منه هنا الكتيبة السوداء لكثرة ما تحمل من الحديد «أقوادها جمع قود، وهى الجماعة من الخيل «أبناؤها» أى أبناء هذه الكتيبة التى ينذرهم بها، وأراد رجالها، وأباهم: القائد «متكنفون» أى: قد احتاطوا به، والتفوا حوله، ويروى «متكنفو آبائهم» بالإضافة.

الإعراب: «أبناؤها» أبناء: مبتدأ، وأبناء مضاف وضمير الغائبة العائد إلى الحرة مضاف إليه «متكنفون» خبر المبتدأ «أباهم» أبا: مفعول به لقوله «متكنفون» لأنه جمع اسم فاعل، وأبا مضاف وضمير الغائبين مضاف إليه «حنقو» خبر ثان، وحنقو مضاف، و «الصدور» مضاف إليه «وما» نافية حجازية «هم» اسم ما مبنى