شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الحرق الثاني لا وشروط أعماله عمل ليس ثلاثة

صفحة 313 - الجزء 1

  ولا تعمل عند الحجازيين إلا بشروط ثلاثة⁣(⁣١):

  أحدها: أن يكون الاسم والخبر نكرتين، نحو «لا رجل أفضل منك»، ومنه قوله:

  ٧٨ - تعزّ فلا شئ على الأرض باقيا ... ولا وزر ممّا قضى الله واقيا


(١) وبقى من شروط إعمال «لا» عمل ليس شرطان؛ أولهما: ألا تكون لنفى الجنس نصا؛ فإن كانت لنففى الجنس نصا عملت عمل إن المؤكدة التى تنصب الاسم وترفع الخبر، وبنى اسمها حينئذ على الفتح إن لم يكن مضافا ولا شبيها به، والشرط الثانى: ألا يتقدم معمول الخبر على اسمها، فإن تقدم نحو «لا عندك رجل مقيم ولا امرأة» أهملت.

٧٨ - هذا البيت من الشواهد التى لم يذكروا لها قائلا معينا.

اللغة: «تعز» أمر من التعزى، وأصله من العزاء، وهو التصبر والتسلى على المصائب «وزر» هو الملجأ، والواقى، والحافظ «واقيا» اسم فاعل من الوقاية، وهى الرعاية والحفظ.

المعنى: اصبر على ما أصابك، وتسل عنه؛ فإنه لا يبقى على وجه الأرض شئ، وليس للانسان ملجأ يقيه ويحفظه مما قضاه الله تعالى.

الإعراب: «تعز» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «فلا» الفاء تعليلية، ولا: نافية تعمل عمل ليس «شئ» اسمها «على الأرض» جار ومجرور متعلق بقوله «باقيا» الآتى، ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف صفة لشئ «باقيا» خبر لا «ولا» نافية «وزر» اسمها «مما» من: حرف جر، وما: اسم موصول مبنى على السكون فى محل جر بمن، والجار والمجرور متعلق بقوله «واقيا» الآتى «قضى الله» فعل وفاعل، والجملة لا محل لها صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره: مما قضاه الله، و «واقيا» خبر لا.

الشاهد فيه: قوله «لا شئ باقيا، ولا وزر واقيا» حيث أعمل «لا» فى الموضعين عمل ليس، واسمها وخبرها نكرتان.

هذا، وقد ذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن «لا» ليس لها عمل أصلا، لافى