الحرق الثاني لا وشروط أعماله عمل ليس ثلاثة
  وقوله:
  ٧٩ - نصرتك إذ لا صاحب غير خاذل ... فبوّئت حصنا بالكماة حصينا
= الاسم ولا فى الخبر، وأن ما بعدها مبتدأ وخبر، وذهب الزجاج إلى أن «لا» تعمل الرفع فى الاسم ولا تعمل شيئا فى الخبر، والخبر بعدها لا يكون مذكورا أبدا، وكلا المذهبين فاسد، وبيت الشاهد رد عليهما جميعا؛ فالخبر مذكور فيه فكان ذكره ردا لما ذهب إليه الزجاج، وهو منصوب، فكان نصبه ردا لما زعمه الأخفش.
٧٩ - هذا الشاهد قد أنشده أبو الفتح بن جنى، ولم ينسبه إلى قائل؛ وكذا كل من وقفنا على كلام له ذكر فيه هذا البيت ممن جاء بعد أبى الفتح.
اللغة: «بوئت» فعل ماض مبنى للمجهول، من قولهم: بوأه الله منزلا، أى أسكنه إياه «الكماة» جمع كمى، وهو الشجاع المتكمى فى سلاحه، أى: المستتر فيه المتغطى به، وكان من عادة الفرسان المعدودين أن يكثروا من السلاح وعدد الحرب، ويلبسوا الدرع والبيضة والمغفر وغيرهن، لأحد أمرين، الأول: الدلالة على شجاعتهم الفائقة، والثانى. لأنهم قتلوا كثيرا من فرسان أعدائهم، فلكثير من الناس عندهم ثارات؛ فهم يتحرزون من أن يأخذهم بعض ذوى الثارات على غرة.
الإعراب: «نصرتك» فعل وفاعل ومفعول به «إذ» ظرف للماضى من الزمان متعلق بنصر «لا» نافية تعمل عمل ليس «صاحب» اسمها «غير» خبر لا، وغير مضاف، و «خاذل» مضاف إليه «فبوثت» الفاء عاطفة، بوّئ: فعل ماض مبنى للمجهول، وتاء المخاطب نائب فاعل، وهو مقعول أول لبوّئ «حصنا» مفعول ثان «بالكماة» جار ومجرور جعله العينى متعلقا بقوله «نصرتك» فى أول البيت، وعندى أنه يجوز أن يتعلق بقوله «حصينا» الذى بعده، بل هو أولى وأحسن «حصينا» نعت لقوله حصنا السابق.
الشاهد فيه: قوله «لا صاحب غير خاذل» حيث أعمل لا مثل عمل ليس؛ فرفع بها ونصب، واسمها وخبرها نكرتان، وهو أيضا كالبيت السابق رد لمذهبى الأخفش والزجاج.