شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

و كاد على عكس ذلك

صفحة 330 - الجزء 1

  خبرها أن يتجرد⁣(⁣١) من «أن» ويقلّ اقترانه بها، وهذا بخلاف ما نصّ عليه الأندلسيّون من أن اقتران خبرها بـ «أن» مخصوص بالشعر؛ فمن تجريده من «أن» قوله تعالى: {فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ} وقال: {مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ}⁣(⁣٢) ومن اقترانه بـ «أن» قوله : «ما كدت أن أصلّى العصر حتى كادت الشّمس أن تغرب» وقوله:

  ٨٨ - كادت النّفس أن تفيض عليه ... إذ غدا حشو ريطة وبرود


(١) ومثل الآيتين الكريمتين قول أحد أصحاب مصعب بن الزبير، يرثيه وهو الشاهد (رقم ١٤٩) الآتى فى باب الفاعل:

لمّا رأى طالبوه مصعبا ذعروا ... وكاد - لو ساعد المقدور - ينتصر

الشاهد فيه: قوله «كاد ينتصر» فإن الفعل المضارع الواقع خبرا لكاد لم يقترن بأن

٨٨ - هذا البيت من الشواهد التى يذكرها كثير من النحاة وعلماء اللغة غير منسوبة إلى قائل معين، وقد عثرنا بعد طويل البحث على أنه من كلمة لمحمد بن مناذر، أحد شعراء البصرة يرثى فيها رجلا اسمه عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفى، وقبله:

إنّ عبد المجيد يوم توفّى ... هدّ ركنا ما كان بالمهدود

ليت شعرى، وهل درى حاملوه ... ما على النّعش من عفاف وجود؟

اللغة: «تفيض» من قولهم «فاضت نفس فلان» ويرى فى مكانه «تفيظ» وكل الرواة يجيزون أن تقول «فاضت نفس فلان» إلا الأصمعى فإنه أبى إلا أن تقول «فاظت نفس فلان» بالظاء، وكلام غير الأصمعى أسد؛ فهذا البيت الذى نشرحه دليل على صحته، وكذلك قول الآخر:

تفيض نفوسها ظمأ، وتخشى ... حماما؛ فهى تنظر من بعيد

وقول الراجز:

تجمّع النّاس، وقالوا: عرس ... ففقئت عين، وفاضت نفس