شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

معاني هذه الأحرف

صفحة 346 - الجزء 1

  إنّ، وأنّ، وكأنّ، ولكنّ، وليت، ولعلّ، وعدّها سيبويه خمسة؛ فأسقط «أنّ» المفتوحة لأن أصلها «إن» المكسورة، كما سيأتى.

  ومعنى «إنّ، وأنّ» التوكيد، ومعنى «كأنّ» التشبيه، و «لكنّ» للاستدراك، و «ليت» للتّمنّى، و «لعلّ» للترجّى والإشفاق، والفرق بين الترجّى والتمنى أن التمنى يكون فى الممكن، نحو: «ليت زيدا قائم» وفى غير الممكن، نحو: «ليت الشّباب يعود يوما»⁣(⁣١)، وأن الترجّى لا يكون إلا فى الممكن؛ فلا تقول: «لعلّ الشّباب يعود» والفرق بين الترجّى والإشفاق أن الترجّى يكون فى المحبوب، نحو: «لعل الله يرحمنا» والإشفاق فى المكروه نحو: «لعل العدو يقدم».

  وهذه الحروف تعمل عكس عمل «كان» فتنصب الاسم، وترفع الخبر⁣(⁣٢)


= ولى نفس أقول لها إذا ما ... تنازعنى: لعلّى أو عسانى

ولهذا تجد ابن هشام عد هذه الحروف سبعة: الستة التى عدها الناظم والشارح، والسابع عسى، عند سيبويه وجماعة من النحاة، فاعرف ذلك.

(١) قد وردت هذه الجملة فى بيت لأبى العتاهية، وهو قوله:

ألا ليت الشّباب يعود يوما ... فأخبره بما فعل المشيب

(٢) ههنا أمران يجب أن تتنبه لهما:

الأول: أن هذه الحروف لا تدخل على جملة يجب فيها حذف المبتدأ، كما لا تدخل على مبتدأ لا يخرج عن الابتدائية، مثل «ما» التعجبية، كما لا تدخل على مبتدأ يجب له التصدير - أى الوقوع فى صدر الجملة - كاسم الاستفهام، ويستثنى من هذا الأخير ضمير الشأن؛ فإنه مما يجب تصديره، وقد دخلت عليه إن فى قول الأخطل التغلبى:

إنّ من يدخل الكنيسة يوما ... يلق فيها جآذرا وظباء

فإن: حرف توكيد ونصب، واسمها ضمير شأن محذوف، ومن: اسم شرط مبتدأ وخبره جملة الشرط وجوابه أو إحداهما، وجملة المبتدأ وخبره فى محل رفع خبر إن، ولا يجوز أن تجعل اسم الشرط اسما لإن؛ لكونه مما يجب له التصدير، وقد حمل على