شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

متى يجوز دخول لام الابتداء على خبر ان؟

صفحة 363 - الجزء 1

  وهذه اللام حقّها أن تدخل على أول الكلام؛ لأنّ لها صدر الكلام؛ فحقّها أن تدخل على «إنّ» نحو «لأنّ زيدا قائم» لكن لما كانت اللام للتأكيد، وإن للتأكيد؛ كرهوا الجمع بين حرفين بمعنى واحد، فأخّروا اللام إلى الخبر.

  ولا تدخل هذه اللام على خبر باقى أخوات «إنّ»؛ فلا تقول «لعلّ زيدا لقائم» وأجاز الكوفيون دخولها فى خبر «لكن»، وأنشدوا:

  ٩٩ - يلوموننى فى حبّ ليلى عواذلى ... ولكنّنى من حبّها لعميد


= بأن يكون واحدا من خمسة أشياء، أولها: المفرد نحو «إن زيدا لقائم»، وثانيها: الجملة الاسمية نحو «إن أخاك لوجهه حسن»، والثالث: الجملة الفعلية التى فعلها مضارع نحو «إن زيدا ليقوم»، والرابع: الجملة الفعلية التى فعلها ماض جامد نحو «إن زيدا لعسى أن يزورنا»، والخامس: الجملة الفعلية التى فعلها ماض متصرف مقترن بقد، نحو «إن زيدا لقد قام».

ثم إذا كان الخبر جملة اسمية جاز دخول اللام على أول جزءيها نحو «إن زيدا لوجهه حسن»، وعلى الثانى منهما نحو «إن زيدا وجهه لحسن»، ودخولها على أول الجزءين أولى؛ بل ذكر صاحب البسيط أن دخولها على ثانيهما شاذ.

٩٩ - هذا البيت مما ذكر النحاة أنه لا يعرف له قائل، ولم أجد أحدا ذكر صدره قبل الشارح العلامة، بل وقفت على قول ابن النحاس: «ذهب الكوفيون إلى جواز دخول اللام فى خبر لكن، واستدلوا بقوله:

* ولكنّنى من حبّها لعميد*

والجواب أن هذا لا يعرف قائله ولا أوله، ولم يذكر منه إلا هذا؛ ولم ينشده أحد ممن وثق فى العربية، ولا عزى إلى مشهور بالضبط والإتقان» اه كلامه، ومثله للانبارى فى الإنصاف (٢١٤)؛ وقال ابن هشام فى مغنى اللبيب: «ولا يعرف له قائل، ولا تتمة، ولا نظير» اه.

ولا ندرى أرواية الصدر على هذا الوجه مما نقله الشارح العلامة أم وضعه من عند