متى يجوز دخول لام الابتداء على خبر ان؟
  
= نفسه أم مما أضافه بعض الرواة قديما لتكميل البيت غير متدبر لما يجره هذا الفعل من عدم الثقة، وإذا كان الشارح هو الذى رواه فمن أى المصادر؟ مع تضافر العلماء من قبله ومن بعده على ما ذكرنا.
اللغة: «عميد» من قولهم: عمده العشق، إذا هذه، وقيل: إذا انكسر قلبه من المودة.
الإعراب: «يلوموننى» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة فاعل، والنون للوقاية، والياء مفعول به، والجملة فى محل رفع خبر مقدم، وهذا إذا جرينا على اللغة الفصحى، وإلا فالواو حرف دال على الجمع، وعواذلى: هو فاعل يلوم، وقوله «فى حب» جار ومجرور متعلق بيلوم، وحب مضاف، و «ليلى» مضاف إليه «عواذلى» مبتدأ مؤخر على الفصحى «ولكننى» لكن: حرف استدراك ونصب، والنون للوقاية، والياء اسمه «من حبها» الجار والمجرور متعلق بقوله عميد الآتى، وحب مضاف، وها: مضاف إليه «لعميد» اللام لام الابتداء، أو هى زائدة على ما ستعرف فى بيان الاستشهاد، وعميد خبر لكن.
الشاهد فيه: قوله «لعميد» حيث دخلت لام الابتداء - فى الظاهر - على خبر لكن، وجواز ذلك هو مذهب الكوفيين.
والبصريون يأبون هذا وينكرونه، ويجيبون عن هذا البيت بأربعة أجوبة.
أحدها: أن هذا البيت لا يصح، ولم ينقله أحد من الأثبات.
الثانى: ما ذكره الشارح العلامة من أن اللام زائدة، وليست لام الابتداء.
الثالث: سلمنا صحة البيت، وأن اللام فيه للابتداء، ولكنها ليست داخلة على خبر «لكن» وإنما هى داخلة على خبر «إن» المكسورة الهمزة المشددة النون، وأصل الكلام «ولكن إننى من حبها لعميد» فحذفت همزة «إن» تخفيفا، فاجتمع أربع نونات إحداهن نون «ولكن» واثنتان نونا «إن» والرابعة نون الوقاية؛ فحذفت واحدة منهن، فبقى الكلام على ما ظننت.
الرابع: سلمنا أن هذا البيت صحيح، وأن اللام هى لام الابتداء، وأنها داخلة على خبر لكن، ولكننا لا نسلم أن هذا مما يجوز القياس عليه، بل هو ضرورة وقعت فى هذا البيت بخصوصه، والبيت المفرد والبيتان لا تبنى عليهما قاعدة.