شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

متى يجوز دخول لام الابتداء على خبر ان؟

صفحة 368 - الجزء 1

  وقد يليها مع قد، كإنّ ذا ... لقد سما على العدا مستحوذا⁣(⁣١)

  إذا كان خبر «إنّ» منفيّا لم تدخل عليه اللام؛ فلا تقول «إنّ زيدا لما يقوم» وقد ورد فى الشعر، كقوله:

  ١٠٢ - وأعلم إنّ تسليما وتركا ... للا متشابهان ولا سواء


= الأولى «كرضيا» قصد لفظه: جار ومجرور متعلق بفعل محذوف، تقع جملته صلة «ما» الثانية، وتقدير البيت: ولا يلى هذه اللام اللفظ الذى تقدمته أداة نفى، ولا الماضى الذى يشبه رضى حال كونه من الأفعال.

(١) «وقد» حرف تقليل «يليها» يلى: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الماضى المعبر عنه بقوله «ما كرضى» وها: ضمير عائد إلى اللام مفعول به ليلى «مع» ظرف متعلق بمحذوف حال من فاعل يلى، ومع مضاف و «قد» قصد لفظه مضاف إليه «كإن» الكاف جارة لقول محذوف، إن: حرف تأكيد ونصب «ذا» اسم إشارة: اسم إن «لقد» اللام لام التأكيد، وقد: حرف تحقيق «سما» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم الإشارة، والجملة خبر إن فى محل رفع «على العدا» جار ومجرور متعلق بسما «مستحوذا» حال من الضمير المستتر فى «سما».

١٠٢ - البيت لأبى حزام - غالب بن الحارث - العكلى.

اللغة: «إن» إذا جريت على ما هو الظاهر فالهمزة مكسورة؛ لأن اللام فى خبرها، وإذا جعلت اللام زائدة فتحت الهمزة، والأول أقرب؛ لأن الذى يعلق «أعلم» عن العمل هو لام الابتداء، لا الزائدة «تسليما» أراد به التسليم على الناس، أو تسليم الأمور إلى ذويها وعدم الدخول فيما لا يعنى «تركا» أراد به ترك ما عبر عنه بالتسليم.

الإعراب: «أعلم» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «إن» حرف توكيد ونصب «تسليما» اسمه «وتركا» معطوف عليه «للامتشابهان» اللام لام الابتداء أو زائدة على ما ستعرف، ولا: نافية، ومتشابهان: خبر إن «ولا» الواو عاطفة، لا: زائدة لتأكيد النفى «سواء» معطوف على خبر إن.