شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تخفف ان المفتوحة فيحذف اسمها، ويجب ان يكون خبرها جملة

صفحة 384 - الجزء 1

  ١٠٥ - فلو أنك فى يوم الرّخاء سألتنى ... طلاقك لم أبخل وأنت صديق


١٠٥ - البيت مما أنشده الفراء، ولم يعزه إلى قائل معين:

اللغة: «أنك» بكسر كاف الخطاب - لأن المخاطب أنثى، بدليل ما بعده، والتاء فى «سألتنى» مكسورة أيضا لذلك «صديق» يجوز أن يكون فعيلا بمعنى مفعول فيكون تذكيره مع أن المراد به أنثى قياسا؛ لأن فعيلا بمعنى المفعول يستوى فيه المذكر والمؤنث والمفرد وغيره غالبا كجريح وقتيل، ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى فاعل، ويكون تذكيره مع المؤنث جاريا على غير القياس، والذى سهل ذلك فيه أنه أشبه فى اللفظ فعيلا بمعنى مفعول، أو أنهم حملوه على «عدو» الذى هو ضده فى المعنى؛ لأن من سننهم أن يحملوا الشئ على ضده كما يحملونه على مثله وشبيهه.

المعنى: لو أنك سألتنى إخلاء سبيلك قبل إحكام عقدة النكاح بيننا لم أمتنع من ذلك ولبادرت به مع ما أنت عليه من صدق المودة لى، وخص يوم الرخاء لأن الإنسان قد لا يعز عليه أن يفارق أحبابه فى يوم الكرب والشدة.

الإعراب: «فلو» لو: شرطية غير جازمة «أنك» أن: مخففة من الثقيلة، والكاف اسمها «فى يوم» جار ومجرور متعلق بقوله «سألتنى» الآتى، ويوم مضاف و «الرخاء» مضاف إليه «سألتنى» فعل وفاعل، والنون للوقاية، والياء مفعول أول «فراقك» فراق: مفعول ثان لسأل، وفراق مضاف والكاف مضاف إليه «لم» حرف نفى وجزم وقلب «أبخل» فعل مضارع مجزوم بلم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة جواب الشرط غير الجازم؛ فلا محل لها من الإعراب «وأنت» الواو واو الحال، أنت: ضمير منفصل مبتدأ «صديق» خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ وخبره فى محل نصب حال.

الشاهد فيه: قوله «أنك» حيث خففت «أن» المفتوحة الهمزة وبرز اسمها وهو الكاف، وذلك قليل، والكثير عند ابن الحاجب - الذى جرى الشارح على رأيه - أن يكون اسمها ضمير الشأن واجب الاستتار، وخبرها جملة.