شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تخفف كان فيحذف اسمها، وربما ذكر

صفحة 390 - الجزء 1

  إذا خففت «كأنّ» نوى اسمها، وأخبر عنها بجملة اسمية⁣(⁣١)، نحو «كأن زيد قائم» أو جملة فعلية مصدّرة بـ «لم⁣(⁣٢)» كقوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} أو مصدّرة بـ «تد» كقول الشاعر:

  أفد التّرحّل غير أنّ ركابنا ... لمّا تزل برحالنا، وكأن قد [٢]⁣(⁣٣)


= على صاحبه وهو الضمير المستتر فى قوله «روى» الآتى، و «أيضا» مفعول مطلق لفعل محذوف «روى» فعل ماض مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى منصوبها.

(١) لم يستشهد الشارح هنا لمجئ خبر «كأن» جملة اسمية، ومن شواهد ذلك قول الشاعر (ش ١٠٨) فى رواية أخرى غير التى ذكرها الشارح فى إنشاد البيت، ولكنه أشار إليها بعد:

وصدر مشرق الّلون ... كأن ثدياه حقّان

فكأن: حرف تشبيه ونصب، واسمها ضمير شأن محذوف، وثدياه. مبتدأ ومضاف إليه، وحقان: خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ والخبر فى محل رفع خبر كأن.

(٢) إذا كانت جملة خبر «كأن» المخففة فعلية؛ فإن قصد بها الثبوت اقترنت حتما بقد كبيت النابغة الذى أنشده الشارح (رقم ٢)، وكقول الآخر:

لا يهولنّك اصطلاء لظى الحر ... ب فمحذورها كأن قد ألمّا

وإن قصد بها النفى اقترنت بلم كما فى الآية الكريمة، وكما فى قول الخنساء:

كأن لم يكونوا حمى يتّقى ... إذ النّاس إذ ذاك من عزّبزّا

وكقول شاعر من غطفان (انظره فى معجم البلدان ٦/ ١٨).

كأن لم يدمّنها أنيس، ولم يكن ... لها بعد أيّام الهدملة عامر

(٣) هذا هو الشاهد رقم (٢) وقد شرحنا هذا البيت فى مبحث التنوين أول الكتاب، فانظره هناك، والاستشهاد به هنا فى قوله «وكأن قد» حيث خففت «كأن» وحذف اسمها وأخبر عنها بجملة فعلية مصدرة بقد، والتقدير: وكأنه (أى الحال والشأن) قد زالت، ثم حذفت جملة الخبر؛ لأنه قد تقدم فى الكلام ما يرشد إليها ويدل عليها، وهو قوله «لما تزل برحالنا»