شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تخفف كان فيحذف اسمها، وربما ذكر

صفحة 391 - الجزء 1

  أى: «وكأن قد زالت» فاسم «كأن» فى هذه الأمثلة محذوف، وهو ضمير الشأن، والتقدير «كأنه زيد قائم، وكأنه لم تغن بالأمس، وكأنه قد زالت» والجملة التى بعدها خبر عنها، وهذا معنى قوله: «فنوى منصوبها» وأشار بقوله «وثابتا أيضا روى» إلى أنه قد روى إثبات منصوبها، ولكنه قليل، ومنه قوله:

  ١٠٨ - وصدر مشرق النّحر ... كأن ثدييه حقّان


١٠٨ - هذا الشاهد أحد الأبيات التى استشهد بها سيبويه (ج ١ ص ٢٨١) ولم بنسبوها.

اللغة: «وصدر» قد روى سيبويه فى مكان هذه الكلمة «ووجه» وروى غيره فى مكانها «ونحر» وعلى هاتين الروايتين تكون الهاء فى قوله «ثدييه» عائدة إلى «وجه» أو «نحر» بتقدير مضاف، وأصل الكلام: كأن ثديى صاحبه، فحذف المضاف - وهو الصاحب وأقام المضاف إليه مقامه «مشرق اللون» مضئ لأنه ناصع البياض، وهذا هو الثابت، وقد رواه الشارح كما ترى «حقان» تثنية حقة، وحذفت التاء التى فى المفرد من التثنية كما حذفت فى تثنية «خصية، وألية» فقالوا: حصيان، وأليان، هكذا قالوا، وليس هذا الكلام بشئ، بل حقان تثنية حق - بضم الحاء وبدون تاء - وقد ورد فى فصيح شعر العرب بغير تاء، ومن ذلك قول عمرو بن كلثوم التغلبى:

وصدرا مثل حقّ العاج رخصا ... حصانا من أكفّ اللامسينا

والعرب تشبه الثديين بحق العاج كما فى بيت الشاهد وكما فى بيت عمرو، ووجه التشبيه أنهما مكتنزان ناهدان.

الإعراب: «وصدر» بعضهم يرويه بالرفع فهو مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: ولها صدر، والأكثرون على روايته بالجر؛ فالواو واو رب، وصدر: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد «مشرق» صفة لصدر، ومشرق مضاف و «اللون» مضاف إليه «كأن» مخففة من الثقيلة «ثدييه» ثديى: اسمها، وثديى مضاف والضمير مضاف إليه