شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ألفاظ هذه الأفعال، وأنواعها ومعاني كل منها، والاستشهاد على ذلك

صفحة 417 - الجزء 1

  ما يدل على الرّجحان، وذكر المصنف منها ثمانية: خال، وظنّ، وحسب، وزعم، وعدّ، وحجا، وجعل، وهب.

  فمثال رأى قول الشاعر:

  ١١٧ - رأيت الله أكبر كلّ شئ ... محاولة، وأكثرهم جنودا

  فاستعمل «رأى» فيه لليقين، وقد تستعمل «رأى» بمعنى «ظنّ»⁣(⁣٢)، كقوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً} أى: يظنّونه.


١١٧ - البيت لخداش بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن صعصعة بن بكر ابن هوازن.

اللغة: «محاولة» تطلق المحاولة على القوة والقدرة، وتطلق على طلب الشئ بحيلة، والمعنى الثانى من هذين لا يليق بجانب الله تعالى «وأكثرهم جنودا» قد لفق الشارج العلامة - تبعا لكثير من النحاة - هذه اللفظة من روايتين: إحداهما رواها أبو زيد، وهى* وأكثرهم عديدا* والثانية رواها أبو حاتم، وهى* وأكثره جنودا*.

الإعراب: «رأيت» فعل وفاعل «الله» منصوب على التعظيم، وهو المفعول الأول «أكبر» مفعول ثان لرأى، وأكبر مضاف، و «كل» مضاف إليه، وكل مضاف و «شئ» مضاف إليه «محاولة» تمييز «وأكثرهم» الواو عاطفة، أكثر: معطوف على «أكبر»، وأكثر مضاف والضمير مضاف إليه «جنودا» تمييز أيضا.

الشاهد فيه: قوله «رأيت الله أكبر ... إلخ» فإن رأى فيه دالة على اليقين، وقد نصبت مفعولين؛ أحدهما لفظ الجلالة، والثانى قوله «أكبر» على ما بيناه فى الإعراب.

(١) تأتى رأى بمعنى علم، وبمعنى ظن، وقد ذكرهما الشارح هنا، وتأتى كذلك بمعنى حلم، أى رأى فى منامه - وتسمى الحلمية - وسيذكرها الناظم بعد، وهى بهذه المعانى الثلاثة تتعدى لمفعولين، وتأتى بمعنى أبصر نحو «رأيت الكواكب»، وبمعنى اعتقد نحو «رأى أبو حنيفة حل كذا» وتأتى بمعنى أصاب رئته. تقول «رأيت محمدا»