شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

ألفاظ هذه الأفعال، وأنواعها ومعاني كل منها، والاستشهاد على ذلك

صفحة 418 - الجزء 1

  ومثال «علم» «علمت زيدا أخاك» وقول الشاعر:

  ١١٨ - علمتك الباذل المعروف؛ فانبعثت ... إليك بى واجفات الشّوق والامل


= تريد ضربته فأصبت رئته، وهى بهذه المعانى الثلاثة تتعدى لمفعول واحد، وقد تتعدى التى بمعنى اعتقد إلى مفعولين، كقول الشاعر:

رأى النّاس - إلّا من رأى مثل رأيه - ... خوارج ترّاكين قصد المخارج

وقد جمع الشاعر فى هذا البيت بين تعديتها لواحد وتعديتها لاثنين، فأما تعديتها لواحد ففى قوله «رأى مثل رأيه» وأما تعديتها لاثنين ففى قوله «رأى الناس خوارج» هكذا قيل، ولو قلت إن خوارج حال من الناس لم تكن قد أبعدت.

١١٨ - هذا البيت من الشواهد التى لم ينسبوها لقائل معين.

اللغة: «الباذل» اسم فاعل من البذل، وهو الجود والإعطاء، وفعله من باب نصر «المعروف» اسم جامع لكل ما هو من خيرى الدنيا والآخرة، وفى الحديث «صنائع المعروف تقى مصارع السوء»، «فانبعثت» ثارت ومضت ذاهبة فى طريقها «واجفات» أراديها دواعى الشوق وأسبابه التى بعثته على الذهاب إليه، وهى جمع واجفة، وهى مؤنث اسم فاعل من الوجيف، وهو ضرب من السير السريع، وتقول: وجف البعير يجف وجفا - بوزان وعد يعد وعدا - ووجيفا؛ إذا سار، وقد أوجفه صاحبه، وفى الكتاب العزيز {فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ}.

الإعراب: «علمتك» فعل وفاعل ومفعول أول «الباذل» مفعول ثان لعلم «المعروف» يجوز جره بالإضافة، ويجوز نصبه على أنه مفعول به للباذل «فانبعثت» الفاء عاطفة، وانبعث: فعل ماض، والتاء للتأنيث «إليك، بى» كل منهما جار ومجرور متعلق بانبعث «واجفات» فاعل بانبعث، وواجفات مضاف و «الشوق» مضاف إليه «والأمل» معطوف على الشوق.

الشاهد فيه: قوله «علمتك الباذل ... إلخ» فإن علم فى هذه العبارة فعل ذال على اليقين، وقد نصب به مفعولين: أحدهما الكاف، والثانى قوله الباذل، على ما بيناه فى الإعراب.