شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يجوز الغاء العامل المتوسط والمتأخر دون المتقدم

صفحة 437 - الجزء 1

  ١٣٠ - كذاك أدّيت حتّى صار من خلقى ... أنّى وجدت ملاك الشّيمة الأدب

  التقدير: «أنّى وجدت لملاك الشّيمة الأدب» فهو من باب التعليق، وليس من باب الإلغاء فى شئ.


١٣٠ - هذا البيت مما اختاره أبو تمام فى حماسته، ونسبه إلى بعض الفزاريين ولم بعينه (وانظر شرح التبريزى على الحماسة ٣/ ١٤٧ بتحقيقنا).

اللغة: «كذاك أدبت» الكاف فى مثل هذا التعبير اسم بمعنى مثل صفة لمصدر محذوف، واسم الإشارة يراد به مصدر الفعل المذكور بعده، وتقدير الكلام: تأديبا مثل ذلك التأديب، وذلك التأديب هو الذى ذكره فى البيت السابق عليه، وهو قوله:

أكنيه حين أناديه لأكرمه ... ولا ألقّبه، والسّوأة اللّقب

«ملاك» بزنة كتاب - قوام الشئ وما يجمعه «الشيمة» الخلق، وجمعها شيم كقيمة وقيم.

الإعراب: «كذاك» الكاف اسم بمعنى مثل نعت لمحذوف، واسم الإشارة مضاف إليه، أو الكاف جارة لمحل اسم الإشارة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف يقع نعتا لمصدر محذوف يقع مفعولا مطلقا لأدبت، والتقدير على كل حال: تأديبا مثل هذا التأديب أدبت «أدبت» أدب: فعل ماض مبنى للمجهول، والتاء ضمير المتكلم نائب فاعل «حتى» ابتدائية «صار» فعل ماض ناقص «من خلقى» الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر صار مقدم، وخلق مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «أنى» أن: حرف توكيد ونصب، والياء اسمها «وجدت» فعل وفاعل، والجملة من وجد وفاعله فى محل رفع خبر أن، وأن ومعمولاها فى تأويل مصدر اسم صار «ملاك» مبتدأ، وملاك مضاف و «الشيمة» مضاف إليه «الأدب» خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره فى محل نصب سدت مسد مفعولى وجد، على تقدير لام ابتداء علقت هذا الفعل عن العمل فى لفظ جزأى هذه الجملة، والأصل: وجدت لملاك الشيمة الأدب، أو الجملة فى محل نصب مفعول ثان لوجد، ومفعوله الأول ضمير شأن محذوف، وأصل الكلام: وجدته (أى الحال والشأن) ملاك الشيمة الأدب.