شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يستعمل القول بمعنى الظن

صفحة 447 - الجزء 1

  وإليه أشار بقوله: «إن ولى مستفهما به»؛ الشرط الرابع: أن لا يفصل بينهما - أى بين الاستفهام والفعل - بغير ظرف، ولا مجرور، ولا معمول الفعل، فإن فصل بأحدها لم يضر، وهذا هو المراد بقوله: «ولم ينفصل بغير ظرف - إلى آخره».

  فمثال ما اجتمعت فيه الشّروط قولك: «أتقول عمرا منطلقا»؛ فعمرا: مفعول أول، ومنطلقا: مفعول ثان، ومنه قوله:

  ١٣٤ - متى تقول القلص الرّواسما ... يحملن أمّ قاسم وقاسما


١٣٤ - البيت لهدبة بن حشرم العذرى، من أرجوزة رواها غير واحد من حملة الشعر، ومنهم التبريزى فى شرح الحماسة (٢/ ٤٦) ولكن رواية التبريزى للبيت المستشهد به على غير الوجه الذى يذكره النحاة، وروايته:

لقد أرانى والغلام الحازما ... نزجى المطىّ ضمّرا سواهما

متى يقود الذّبّل الرّواسما ... والجلّة النّاجية العواهما

اللغة: «القلص» بزنة كتب وسرر - جمع قلوص، وهى الشابة الفتية من الإبل، وهى أول ما يركب من إناث الإبل خاصة «الرواسم» المسرعات فى سيرهن، مأخوذ من الرسيم، وهو ضرب من سير الإبل السريع «يحملن» يروى فى مكانه «يدنين» ومعناه يقربن «أم قاسم» هى كنية امرأة، وهى أخت زيادة بن زيد العذرى.

المعنى: متى تظن النوق المسرعات يقربن منى من أحب أن يحملنه إلى؟

الإعراب: «متى» اسم استفهام مبنى على السكون فى محل نصب على الظرفية الزمانية، وعامله تقول «تقول» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «القلص» مفعول به أول لتقول «الرواسما» نعت للقلص «يحملن» يحمل: فعل مضارع، ونون الإناث فاعل، والجملة فى محل نصب مفعول ثان لتقول «أم» مفعول به ليحملن، وأم مضاف و «قاسم» مضاف إليه «وقاسما» معطوف على أم قاسم.

الشاهد فيه: قوله «تقول القلص يحملن» حيث أجرى تقول مجرى تظن، فنصب به مفعولين الأول قوله «القلص» والثانى جملة «يحملن» كما قررناه