إعراب الأسماء الستة، وما فيها من اللغات
  من ذاك «ذو»: إن صحبة أبانا ... والفم، حيث الميم منه بانا(١)
  أى: من الأسماء التى ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجرّ بالياء - ذو، وفم، ولكن يشترط فى «ذو» أن تكون بمعنى صاحب، نحو «جاءنى ذو مال» أى: صاحب مال، وهو المراد بقوله: «إن صحبة أبانا» أى: إن أفهم صحبة، واحترز بذلك عن «ذو» الطائية؛ فإنها لا تفهم صحبة، بل هى بمعنى الذى؛ فلا تكون مثل «ذى» بمعنى صاحب، بل تكون مبنيّة، وآخرها الواو رفعا، ونصبا، وجرا، ونحو «جاءنى ذو قام، ورأيت ذو قام، ومررت بذو قام»؛ ومنه قوله:
  ٤ - فإمّا كرام موسرون لقيتهم ... فحسبى من ذو عندهم ما كفانيا
= والنصب والجر، فدل ذلك على أن الضمة والواو جميعا علامة للرفع، والفتحة والألف جميعا علامة للنصب، والكسرة والياء جميعا علامه للجر، وإنما ألجأ العرب إلى ذلك قلة حروف هذه الأسماء، فرفدوها - فى حال الإضافة التى هى من خصائص الاسم - بحروف زائدة، تكثيرا لحروفها.
(١) «من ذاك» من ذا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، والكاف حرف خطاب «ذو» مبتدأ مؤخر «إن» حرف شرط «صحبة» مفعول به مقدم لأبان «أبانا» أبان: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ذو، وألفه للاطلاق وهو فعل شرط مبنى على الفتح فى محل جزم، والجواب محذوف، والتقدير: إن أبان ذو صحبة فارفعه بالواو «والفم» معطوف على ذو «حيث» ظرف مكان «الميم» مبتدأ «منه» جار ومجرور متعلق ببان «بانا» فعل ماض بمعنى انفصل، مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الميم، وألفه للاطلاق وجملته فى محل رفع خبر المبتدأ الذى هو قوله الميم، وجملة المبتدأ وخبره فى محل جر بإضافة «حيث» إليها.
٤ - هذا بيت من الطويل، وهو من كلام منظور بن سحيم الفقعسى، وقد