إعراب الأسماء الستة، وما فيها من اللغات
  
= استشهد به ابن هشام فى أوضح المسالك (ش ٧) فى مبحث الأسماء الخمسة، وفى باب الموصول، كما فعل الشارح هنا، واستشهد به الأشمونى (ش ١٥٥) مرتين أيضا. وقبل البيت المستشهد به قوله:
ولست بهاج فى القرى أهل منزل ... على زادهم أبكى وأبكى البواكيا
فإمّا كرام موسرون لقيتهم ... فحسبى من ذو عندهم ... البيت
وإما كرام معسرون عذرتهم ... وإما لئام فادّخرت حيائيا
وعرضى أبقى ما ادّخرت ذخيرة ... وبطنى أطويه كطىّ ردائيا
اللغة: «هاج» اسم فاعل من الهجاء، وهو الذم والقدح، تقول: هجاه يهجوه هجوا وهجاء «القرى» - بكسر القاف مقصورا - إكرام الضيف، و «فى» هنا دالة على السببية والتعليل، مثلها فى قوله ﷺ: «دخلت امرأة النار فى هرة» أى بسبب هرة ومن أجل ما صنعته معها، يريد أنه لن يهجو أحدا ولن يذمه ويقدح فيه بسبب القرى على أية حال، وذلك لأن الناس على ثلاثة أنواع: النوع الأول كرام موسرون، والنوع الثانى كرام معسرون غير واجدين ما يقدمونه لضيفانهم، والنوع الثالث لئام بهم شح وبخل وضنانة، وقد ذكر هؤلاء الأنواع الثلاثة، وذكر مع كل واحد حاله بالنسبة له «كرام» جمع كريم، وأراد الطيب العنصر الشريف الآباء، وقابلهم باللئام «موسرون» ذوو ميسرة وغنى، وعندهم ما يقدمونه للضيفان «معسرون» ذوو عسرة وضيق لا يجدون ما يقدمونه مع كرم نفوسهم وطيب عنصرهم.
الإعراب: «إما» حرف شرط وتفصيل، مبنى على السكون لا محل له من الإعراب «كرام» فاعل بفعل محذوف يفسره السياق، وتقدير الكلام: إما لقينى كرام، ونحو ذلك، مرفوع بذلك الفعل المحذوف، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة «موسرون» نعت لكرام، ونعت المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين فى الاسم المفرد «لقيتهم» لقى: فعل ماض مبنى على فتح مقدر لا محل له من الإعراب، والتاء ضمير المتكلم فاعل لقى، مبنى على الضم فى محل رفع، وضمير الغائبين العائد إلى كرام مفعول به مبنى على السكون فى محل نصب. وجملة الفعل الماضى وفاعله