شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

أعلم وأرى ذكر الافعال التي تنصب ثلاثة مفاعيل

صفحة 452 - الجزء 1

  أعلم وأرى

  إلى ثلاثة رأى وعلما ... عدّوا، إذا صارا أرى وأعلما⁣(⁣١)

  أشار بهذا الفصل إلى ما يتعدّى من الأفعال إلى ثلاثة مفاعيل؛ فذكر سبعة أفعال: منها «أعلم، وأرى» فذكر أن أصلهما «علم، ورأى»، وأنهما بالهمزة يتعدّيان إلى ثلاثة مفاعيل؛ لأنهما قبل دخول الهمزة عليهما كانا يتعدّيان إلى مفعولين، نحو «علم زيد عمرا منطلقا، ورأى خالد بكرا أخاك» فلما دخلت عليهما همزة النّقل زادتهما مفعولا ثالثا، وهو الذى كان فاعلا قبل دخول الهمزة، وذلك نحو: «أعلمت زيدا عمرا منطلقا» و «أريت خالدا بكرا أخاك»؛ فزيدا، وخالدا: مفعول أول، وهو الذى كان فاعلا حين قلت: «علم زيد، ورأى خالد».

  وهذا هو شأن الهمزة، وهو: أنها تصيّر ما كان فاعلا مفعولا، فإن كان الفعل قبل دخولها لازما صار بعد دخولها متعدّيا إلى واحد، نحو: «خرج زيد، وأخرجت زيدا» وإن كان متعديا إلى واحد صار بعد دخولها متعديا إلى اثنين، نحو: «لبس زيد جبّة» فتقول: «ألبست زيدا جبة» وسيأتى الكلام عليه، وإن كان متعديا إلى اثنين صار متعديا إلى ثلاثة، كما تقدم فى «أعلم، وأرى».

  * * *


(١) «إلى ثلاثة» جار ومجرور متعلق بعدوا «رأى» مفعول به مقدم لعدوا «وعلما» معطوف على رأى «عدوا» فعل وفاعل «إذا» ظرف تضمن معنى الشرط «صارا» صار: فعل ماض ناقص. وألف الاثنين اسمه «رأى» قصد لفظه: خبر صار «وأعلما» معطوف على أرى، والجملة فى محل جر بإضافة إذا إليها، وهى فعل الشرط، والجواب محذوف يدل عليه سابق الكلام، والأصل: إذا صارا أرى وأعلما فقد عدوهما إلى ثلاثة مفاعيل.