شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

إذا كان الفاعل مثنى أو مجموعا تجرد الفعل عند جمهرة العرب من علامة التثنية والجمع

صفحة 467 - الجزء 1

  وجرّد الفعل إذا ما أسندا ... لاثنين أو جمع كـ «فاز الشّهدا»⁣(⁣١)

  وقد يقال: سعدا، وسعدوا، ... والفعل للظّاهر - بعد - مسند⁣(⁣٢)

  مذهب جمهور العرب أنه إذا أسند الفعل إلى ظاهر - مثنّى، أو مجموع - وجب تجريده من علامة تدل على التثنية أو الجمع، فيكون كحاله إذا أسند إلى مفرد؛ فتقول: «قام الزيدان، وقام الزيدون، وقامت الهندات»، كما تقول: «قام زيد» ولا تقول على مذهب هؤلاء: «قاما الزيدان»،


(الثانى) «كان» الزائدة فى نحو قول الشاعر، وقد أنشدناه مع نظائره فى باب كان وأخواتها عند الكلام على مواضع زيادتها.

لله درّ أنو شروان من رجل ... ما كان أعرفه بالدّون والسّفل

بناء على الراجح عند المحققين من أن كان الزائدة لا فاعل لها.

(الثالث) الفعل المكفوف بما، نحو قلما، وطالما، وكثر ما، بناء على ما ذهب إليه سيبويه.

ومن العلماء من يزعم أن «ما» فى نحو «طالما نهيتك» مصدرية سابكة لما بعدها بمصدر هو فاعل طال، والتقدير: طال نهيى إياك.

(١) «وجرد» الواو عاطفة، جرد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الفعل» مفعول به لجرد «إذا» ظرف تضمن معنى الشرط «ما» زائدة «أسندا» فعل ماض مبنى للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الفعل، والجملة من أسند ونائب فاعله فى محل جر بإضافة «إذا» إليها «لاثنين» جار ومجرور متعلق بأسند «أو جمع» معطوف على اثنين «كفاز الشهدا» الكاف جارة لقول محذوف، وجملة الفعل والفاعل فى محل نصب بذلك المجرور المحذوف، وأصل الكلام: وذلك كائن كقولك فاز الشهداء.

(٢) «وقد» حرف تقليل «يقال» فعل مضارع مبنى للمجهول «سعدا وسعدوا» قصد لفظهما: نائب عن الفاعل ومعطوف عليه «والفعل» الواو للحال، والفعل: مبتدأ «للظاهر، بعد» متعلقان بمسند الآتى «مسند» خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ وخبره فى محل نصب حال.