شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

إعراب الأسماء الستة، وما فيها من اللغات

صفحة 49 - الجزء 1

  فترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجرّ بالياء، نحو «هذا أبوه وأخوه وحموها، ورأيت أباه وأخاه وحماها، ومررت بأبيه وأخيه وحميها» وهذه هى اللغة المشهورة فى هذه الثلاثة، وسيذكر المصنف فى هذه الثلاثة لغتين أخريين.

  وأما «هن» فالفصيح فيه أن يعرب بالحركات الظاهرة على النون، ولا يكون فى آخره حرف علة، نحو «هذا هن زيد، ورأيت هن زيد، ومررت بهن زيد⁣(⁣١)» وإليه أشار بقوله: «والنقص فى هذا الأخير أحسن» أى: النقص فى «هن» أحسن من الإتمام، والإتمام جائز لكنه قليل جدا، نحو «هذا هنوه، ورأيت هناه، ونظرت إلى هنيه» وأنكر الفرّاء جواز إتمامه، وهو مححوج بحكاية سيبويه الإتمام عن العرب، ومن حفظ حجّة على من لم يحفظ.

  وأشار المصنف بقوله: «وفى أب ونالييه يندر - إلى آخر البيت» إلى اللغتين الباقيتين فى «أب» وتالييه - وهما «أخ، وحم» - فإحدى اللغتين النّقص، وهو حذف الواو والألف والياء، والإعراب بالحركات الظاهرة على الباء والخاء والميم، نحو «هذا أبه وأخه وحمها، ورأيت أبه وأخه وحمها، ومررت بأبه وأخه وحمها» وعليه قوله:


(١) ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسّلام: «من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه، ولا تكنوا» وتعزى بعزاء الجاهلية معناه دعا بدعائها فقال: يا لفلان، ويا لفلان، والغرض أنه يدعو إلى العصبية القبلية التى جهد النبى جهده فى محوها. ومعنى «أعضوه بهن أبيه» قولوا له: عض أير أبيك، ومعنى «ولا تكنوا» قولوا له ذلك بلفظ صريح، مبالغة فى التشنيع عليه، ومحل الاستشهاد قوله ~: «بهن أبيه» حيث جر لفظ الهن بالكسرة الظاهرة، ومن ذلك قولهم فى المثل: «من يطل هن أبيه ينتطق به» يريدون من كثر إخوته اشتدبهم ظهره وقوى بهم عزه (وانظره فى مجمع الأمثال رقم ٤٠١٥ فى ٢/ ٣٠٠ بتحقيقنا)