شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

إعراب الأسماء الستة، وما فيها من اللغات

صفحة 50 - الجزء 1

  ٥ - بأبه اقتدى عدىّ فى الكرم ... ومن يشابه أبه فما ظلم

  وهذه اللغة نادرة فى «أب» وتالييه، ولهذا قال: «وفى أب وتالييه يندر» أى: يندر النقص، واللغة الأخرى فى «أب» وتاليه أن يكون بالألف: رفعا، ونصبا، وجرا، ونحو «هذا أباه وأخاه وحماها، ورأيت أباه وأخاه وحماها، ومررت بأباه وأخاه وحماها، وعليه قول الشاعر:


٥ - ينسب هذا البيت لرؤبة بن العجاج، من كلمة يزعمون أنه مدح فيها عدى بن حاتم الطائى، وقبله قوله:

أنت الحليم والأمير المنتقم ... تصدع بالحقّ وتنفى من ظلم

اللغة: «عدى» أراد به عدى بن حاتم الطائى الجواد المشهور «اقتدى» يريد أنه جعله لنفسه قدوة فسار على نهج سيرته «فما ظلم» يريد أنه لم يظلم أمه؛ لأنه جاء على مثال أبيه الذى ينسب إليه، وذلك لأنه لو جاء مخالفا لما عليه أبوه من السمت أو الشبه أو من الخلق والصفات لنسبه الناس إلى غيره، فكان فى ذلك ظلم لأمه واتهام لها (انظر مجمع الأمثال رقم ٤٠٢٠ فى ٢/ ٣٠٠ بتحقيقنا).

الإعراب: «بأبه» الجار والمجرور متعلق باقتدى، وأب مضاف والضمير مضاف إليه «اقتدى عدى» فعل ماض وفاعله «فى الكرم» جار ومجرور بالكسرة الظاهرة متعلق بافتدى أيضا، وسكن المجرور للوقف «ومن» اسم شرط مبتدأ «يشابه» فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من «أبه» مفعول به ليشابه، ومضاف إليه «فما» الفاء واقعة فى جواب الشرط، وما: نافية «ظلم» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، والجملة فى محل جزم جواب الشرط، وجملة الشرط وجوابه فى محل رفع خبر المبتدأ الذى هو اسم الشرط، وهذا أحد ثلاثة أقوال، وهو الذى نرجحه من بينها، وإن رجح كثير من النحاة غيره.

الشاهد فيه: قوله «بأبه - يشابه أبه» حيث جر الأول بالكسرة الظاهرة، ونصب الثانى بالفتحة الظاهرة. وهذا يدل على أن قوما من العرب يعربون هذا الاسم بالحركات الظاهرة على أواخره، ولا يجتلبون لها حروف العلة لتكون علامة إعراب.