إذا كان للفعل مفعولان تقدم منهما ما هو فاعل في المعنى، وقد يجب ذلك، وقد يمتنع
  وحاصله: أن الفعل اللازم يصل إلى المفعول بحرف الجر، ثم إن كان المجرور غير «أنّ، وأن» لم يجز حذف حرف الجر إلا سماعا، وإن كان «أنّ، وأن» جاز [ذلك] قياسا عند أمن اللّبس، وهذا هو الصحيح.
  * * *
  والأصل سبق فاعل معنى كمن ... من «ألبسن من زاركم نسج اليمن»(١)
  إذا تعدّى الفعل إلى مفعولين الثانى منهما ليس خبرا فى الأصل؛ فالأصل تقديم ما هو فاعل فى المعنى، نحو «أعطيت زيدا درهما» فالأصل تقديم «زيد»
= وذلك يدل على أن هذا المصدر مجرور؛ لوجوب تطابق المعطوف والمعطوف عليه فى حركات الإعراب.
وقد حذف الفرزدق حرف الجر وأبقى الاسم مجرورا على حاله قبل الحذف. وذلك فى قوله.
إذا قيل: أىّ النّاس شرّ قبيلة؟ ... أشارت كليب بالأكفّ الأصابع
أصل الكلام: أشارت إلى كليب، فلما حذف «إلى» أبقى «كليب» على جره.
فلما رأى سيبويه - |! - تكافؤ الأدلة، وأن السماع ورد بالوجهين، ولا وجه لترجيح أحدهما على الآخر، جوز كل واحد منهما.
(١) «والأصل» مبتدأ «سبق» خبر المبتدأ، وسبق مضاف، و «فاعل» مضاف إليه «معنى» منصوب على نزع الخافض، أو تمييز «كمن» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كائن كمن - إلخ «من» حرف جر، ومجرور، قول محذوف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال «ألبسن» فعل أمر مؤكد بالنون الخفيفة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «من» اسم موصول: مفعول أول لألبس «زاركم» زار: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من، وضمير المخاطبين مفعول به، والجملة لا محل لها صلة «نسج» مفعول ثان لألبس، ونسج مضاف و «اليمن» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف.