التنازع في العمل ضابط التنازع
  
= قضى كلّ ذى دين فوفّى غريمه ... وعزّة ممطول معنّى غريمها
أو بأن يكونا مصدرين كقولك: عجبت من حبك وتقديرك زيدا، أو بأن يكونا اسمى تفضيل كقولك: زيد أضبط الناس وأجمعهم للعلم، أو بأن يكونا صفتين مشبهتين نحو قولك: زيد حذر وكريم أبوه، أو بأن يكونا مختلفين؛ فمثال الفعل واسم الفعل قوله تعالى {هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ} ومثال الفعل والمصدر قول الشاعر:
لقد علمت أولى المغيرة أنّنى ... لقيت فلم أنكل عن الضّرب مسمعا
فقوله «مسمعا» اسم رجل، وقد تنازعه من حيث العمل كل من «لقيت» و «الضرب»
ومنه تعلم أنه لا تنازع بين حرفين، ولا بين فعلين جامدين، ولا بين اسمين غير عاملين، ولا بين فعل متصرف وآخر جامد، أو فعل متصرف واسم غير عامل.
ويشترط فى العاملين - سوى ما فصلنا - شرط ثان، وهو: أن يكون بينهما ارتباط؛ فلا يجوز أن تقول «قام قعد أخوك» إذ لا ارتباط بين الفعلين:
والارتباط يحصل بواحد من ثلاثة أمور:
(الأول) أن يعطف ثانيهما على أولهما بحرف من حروف العطف، كما رأيت
(الثانى) أن يكون أولهما عاملا فى ثانيهما، نحو قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ} العاملان هما ظنوا وظننتم، والمعمول المتنازع فيه هو {أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ} و {كَما ظَنَنْتُمْ} معمول لظنوا، لأنه صفة لمصدر يقع مفعولا مطلقا ناصبه ظنوا.
(الثالث) أن يكون جوابا للأول، نحو قوله تعالى {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} ونحو قوله جل شأنه: {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً}.
ويشترط فى العاملين أيضا: أن يكون كل واحد منهما موجها إلى المعمول من غير فساد فى اللفظ أو فى المعنى، فخرج بذلك نحو قول الشاعر:
*أتاك أتاك اللّاحقون احبس احبس*