شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المفعول له على ثلاثة أنواع، وحكم كل نوع

صفحة 578 - الجزء 1

  وأما المضاف فيجوز فيه الأمران - النصب، والجرّ - على السواء؛ فتقول: «ضربت ابنى تأديبه، ولتأديبه» وهذا [قد] يفهم من كلام المصنف؛ لأنه لما ذكر أنه يقل جرّ المجرد ونصب المصاحب للألف واللام علم أن المضاف لا يقلّ فيه واحد منهما، بل يكثر فيه الأمران، ومما جاء منصوبا [قوله تعالى: {يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ} ومنه] قوله:

  ١٦٥ - وأغفر عوراء الكريم ادّخاره ... وأعرض عن شتم اللّثيم تكرّما

  * * *


١٦٥ - البيت لحاتم الطائى، الجواد المشهور.

اللغة: «العوراء» الكلمة القبيحة «ادخاره» استبقاء لمودته «وأعرض» وأصفح.

الإعراب: «وأغفر» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «عوراء» مفعول به لأغفر، وعوراء مضاف و «الكريم» مضاف إليه «ادخاره» ادخار: مفعول لأجله، وادخار مضاف وضمير الغائب مضاف إليه «وأعرض» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «عن شتم» جار ومجرور متعلق بأعرض، وشتم مضاف و «اللئيم» مضاف إليه «تكرما» مفعول لأجله.

الشاهد فيه: قوله «ادخاره» حيث وقع مفعولا لأجله منصوبا مع أنه مضاف للضمير ولو جره باللام فقال «لادخاره» لكان سائغا مقبولا، وهو يرد على الجرمى الذى زعم أن المفعول لأجله لا يكون معرفة لا بإضافة ولا بأل، وما زعمه من أن إضافة المفعول لأجله لفظية لا تفيد التعريف غير صحيح.

وفى قوله «تكرما» شاهد آخر لهذا الباب، فإن قوله «تكرما» مفعول لأجله، وهو منكر غير معرف لا بإضافة ولا بأل، وقد جاء به منصوبا لاستيفائه الشروط، ولا يختلف أحد من النحاة فى صحة ذلك.

* * *