شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

حكم المستثنى إذا تقدم على المستثنى منه

صفحة 601 - الجزء 1

  إذا تقدم المستثنى على المستثنى منه فإما أن يكون الكلام موجبا أو غير موجب فإن كان موجبا وجب نصب المستثنى، نحو «قام إلا زيدا القوم» وإن كان غير موجب فالمختار نصبه؛ فتقول: «ما قام إلا زيدا القوم»، ومنه قوله:

  ١٦٧ - فمالى إلّا آل أحمد شيعة ... ومالى إلا مذهب الحقّ مذهب

  وقد روى رفعه؛ فتقول «ما قام إلا زيد القوم» قال سيبويه: «حدثنى


«غير نصب» فى محل رفع خبر المبتدأ «ولكن» حرف استدراك «نصبه» نصب: مفعول مقدم لاحتر، ونصب مضاف والهاء مضاف إليه «اختر» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «إن» شرطية «ورد» فعل ماض فى محل جزم فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام، وتقديره: إن ورد فاختر نصبه.

١٦٧ - البيت للكميت بن زيد الأسدى. من قصيدة هاشمية، يمدح فيها آل النبى ، وأولها قوله:

طربت، وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا منّى، وذو الشّيب يلعب؟

اللغة: «طربت» الطرب: استخفاف القلب من حزن أو فرح أو لهو «البيض» جمع بيضاء، وهى المرأة النقية «وذو الشيب يلعب» جعله بعض النحاة - ومنهم ابن هشام فى المغنى - على تقدير همزة الاستفهام، وكأنه قد قال: أو ذو الشيب يلعب؟ ودليل صحته أنه يروى فى مكانه «أذو الشيب يلعب» «شيعة» أشياع وأنصار «مذهب الحق» يروى فى مكانه «مشعب الحق» والمراد: أنه لا قصد له إلا طريق الحق.

الإعراب: «وما» نافية «لى» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «إلا» أداة استثناء «آل» مستثنى، وآل مضاف، و «أحمد» مضاف إليه «شيعة» مبتدأ مؤخر، وهو المستثنى منه، «ومالى إلا مذهب الحق مذهب» مثل الشطر الأول فى الإعراب تماما.

الشاهد فيه: قوله «إلا آل أحمد» وقوله «إلا مذهب الحق» حيث نصب المستثنى بإلا فى الموضعين؛ لأنه متقدم على المستثنى منه، والكلام منفى، وهذا هو المختار.