شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الاستثناء حكم المستثنى الواقع بعد الا

صفحة 600 - الجزء 1

  وتقول: «ما مررت بأحد إلّا زيد، وإلا زيدا، ولا تمرر بأحد إلا زيد، وإلّا زيدا، وهل مررت بأحد إلا زيد؟ وإلا زيدا».

  وهذا معنى قوله: «وبعد نفى أو كنفى انتخب إتباع ما اتصل» أى: اختير إتباع الاستثناء المتصل، إن وقع بعد نفى أو شبه نفى.

  وإن كان الاستثناء منقطعا تعيّن النصب عند جمهور العرب؛ فتقول: «ما قام القوم إلا حمارا»، ولا يجوز الإتباع، وأجازه بنو تميم؛ فتقول: «ما قام القوم إلا حمار، وما ضربت القوم إلا حمارا، وما مررت بالقوم إلا حمار».

  وهذا هو المراد بقوله: «وانصب ما انقطع» أى: انصب الاستثناء المنقطع إذا وقع بعد نفى أو شبهه عند غير بنى تميم، وأما بنو تميم فيجيزون إتباعه.

  فمعنى البيتين أن الذى استثنى بـ «إلّا» ينتصب، إن كان الكلام موجبا ووقع بعد تمامه، وقد نبّه على هذا التقييد بذكره حكم النفى بعد ذلك، وإطلاق كلامه يدلّ على أنه ينتصب، سواء كان متصلا أو منقطعا.

  وإن كان غير موجب - وهو الذى فيه نفى أو شبه نفى - انتخب - أى: اختير - إتباع ما اتصل، ووجب نصب ما انقطع عند غير بنى تميم، وأما بنو تميم فيجيزون إتباع المنقطع.

  * * *

  وغير نصب سابق فى النّفى قد ... يأتى، ولكن نصبه اختر إن ورد⁣(⁣١)


(١) «وغير» مبتدأ، وغير مضاف و «نصب» مضاف إليه، ونصب مضاف و «سابق» مضاف إليه «فى النفى» جار ومجرور متعلق بقوله «يأتى» الآتى «قد» حرف دال على التقليل، وجملة «يأتى» وفاعله المستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى