شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

حكم المستثنى بغير وسوى، وحكم غير نفسها

صفحة 612 - الجزء 1

  ١٧١ - ولا ينطق الفحشاء من كان منهم ... إذا جلسوا منّا ولا من سوائنا


١٧١ - البيت للمرار بن سلامة العقيلى، وهو من شواهد سيبويه، وقد أنشده فى كتابه مرتين: إحداهما فى (١/ ٣) ونسبه للمرار بن سلامة، والثانية فى (١/ ٣٠٢) ونسبه لرجل من الأنصار، ولم يعينه.

اللغة: «الفحشاء» الشئ القبيح، وتقول: أفحش الرجل فى كلامه، وفحش تفحيشا، وتفحش، إذا أردت أنه يتكلم بقبيح الكلام.

الإعراب: «لا» نافية «ينطق» فعل مضارع «الفحشاء» منصوب على نزع الخافض «من» اسم موصول فاعل ينطق «كان» فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من الموصولة «منهم» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان، والجملة من كان ومعموليها لا محل لها من الإعراب صلة «إذا» ظرفية «جلسوا» فعل وفاعل. والجملة فى محل جر بإضافة إذا إليها «منا» جار ومجرور متعلق بجلسوا، ومن الجارة هنا بمعنى مع «ولا» الواو عاطفة، لا: نافية «من سوائنا» الجار والمجرور معطوف على الجار والمجرور السابق، وسواء مضاف والضمير مضاف إليه، وقيل: منا ومن سوائنا يتعلقان بقوله ينطق، وجواب إذا محذوف يدل عليه سابق الكلام، والتقدير: إذا جلسوا فلا ينطق الفحشاء - إلخ.

الشاهد فيه: قوله «من سوائنا» حيث خرجت فيه سواء عن الظرفية، واستعملت مجرورة بمن، متأثرة به، وهو عند سيبويه وأتباعه من ضرورات الشعر.

قال الأعلم فى شرح شواهد سيبويه عند الكلام على هذا البيت: «أراد غيرنا، فوضع سواء موضع غير ضرورة، وكان ينبغى ألا يدخل من عليها؛ لأنها لا تستعمل فى الكلام إلا ظرفا، ولكنه جعلها بمنزلة غير فى دخول من عليها؛ لأن معناها كمعناها» اه

ومثل هذا البيت - فى استعمال سوى مجروره للضروره - قول الأعشى ميمون بن قيس:

تجانف عن جوّ اليمامة ناقتى ... وما عدلت عن أهلها لسوائكا

وقول عثمان بن صمصامة الجعدى:

على نعمنا، لا نعم قوم سوائنا، ... هى الهمّ والأحلام لو يقع الحلم