حكم المستثنى بليس ولا يكون، وبخلا وعدا
  ومن الجرّ بـ «عدا» قوله:
  ١٧٦ - تركنا فى الحضيض بنات عوج ... عواكف قد خضعن إلى النّسور
  أبحنا حيّهم قتلا وأسرا ... عدا الشّمطاء والطّفل الصّغير
= أن هذا مما نقله الأخفش، وأن سيبويه لم يحفظ من العرب الجر بخلا، وهذا نقل غير صحيح، بل نقله سيبويه فى كتابه صريحا (١/ ٣٧٧) حيث يقول «أما حاش فليس باسم، ولكنه حرف يجر ما بعده كما تجر حتى ما بعدها، وفيه معنى الاستثناء، وبعض العرب يقول: ما أنا من القوم خلا عبد الله (بالجر) فجعلوا خلا بمنزلة حاشا، فإذا قلت: ما خلا فليس فيه إلا النصب؛ لأن ما اسم، ولا تكون صلتها إلا للفعل هنا» اه،
وأما الشاهد الثانى فحيث قدم الاستثناء فجعله أول الكلام قبل المستثنى منه وقبل العامل فيه، وذلك جائز عند الكوفيين، نص عليه الكسائى، وإليه ذهب أبو إسحاق الزجاج، وذهب البصريون إلى أن ذلك لا يجوز، وأجاز الفريقان جميعا تقديم المستثنى على المستثنى منه، بشرط أن يتقدم العامل فى المستثنى منه أو بعض جملة المستثنى منه.
وفى قوله «لا أرجو سواك» شاهد ثالث، وحاصله أن «سوى» قد تفارق النصب على الظرفية فتتأثر بالعوامل، وقد وقعت هنا مفعولا به، وهذا هو الذى نبهناك إليه فى ص ٦١١.
١٧٦ - وهذان البيتان من الأبيات التى لم نقف على نسبتها إلى قائل معين.
اللغة: «الحضيض» قرار الأرض عند منقطع الجبل «بنات عوج» أراد بها الخيل التى ينسبونها إلى فرس مشهور يسمونه «أعوج» ويقال: خيل أعوجيات «عواكف» جمع عاكفة، والعكوف: ملازمة الشئ والمواظبة عليه «خضعن» ذللن وخشعن «أبحناحيهم» أراد أهلكنا واستأصلنا، والحى: القبيلة «أسرا» الأسر: أن يأخذ الرجل الرجل فى الحرب ملقيا بيديه معترفا بالعجز عن الدفاع عن نفسه «الشمطاء» هى العجوز التى يخالط سواد شعرها بياض،
الإعراب: «تركنا» فعل وفاعل «فى الحضيض» جار ومجرور متعلق بتركنا «بنات» مفعول به لتركنا، وبنات مضاف، و «عوج» مضاف إليه «عواكف» حال من بنات عوج «قد» حرف تحقيق «خضعن» فعل وفاعل، والجملة فى محل