شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

قد يجوز الربط بالضمير، وبالواو، وبهما

صفحة 658 - الجزء 1

  الجملة الحالية: إما أن تكون اسمية، أو فعلية، والفعل [إما] مضارع، أو ماض، وكل واحدة من الاسمية والفعلية: إما مثبتة، أو منفيّة، وقد تقدم أنه إذا صدّرت الجملة بمضارع مثبت لا تصحبها الواو، بل لا تربط إلا بالضمير فقط⁣(⁣١)، وذكر فى هذا البيت أنّ ما عدا ذلك يجوز فيه أن يربط بالواو


(١) قد ذكر الشارح أن الجملة الحالية إذا كانت فعلية فعلها مضارع مثبت وجب أن تخلو هذه الجملة من الواو، وأن يكون رابطها الضمير، وقد بقى عليه بعض شروط يجب تحققها فى هذه الجملة: منها ألا يتقدم بعض معمولات المضارع عليه؛ فلو تقدم معموله عليه اقترنت الجملة بالواو، ولهذا جوز القاضى البيضاوى فى قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أن تكون جملة {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} حالا من الضمير المستتر وجوبا فى (نعبد) ومن الشروط أيضا: ألا تكون جملة المضارع المذكور مقترنة بقد، فإن اقترنت بها وجب أن تقترن بالواو، نحو قوله تعالى {لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ} فجملة ما يشترط لخلو هذه الجملة من الواو أربعة شروط: أن تكون مضارعية، وأن تكون مثبتة، وأن يتقدم المضارع على كل ما يذكر معه من معمولاته، وألا يقترن بقد.

وقد ذكر الشارح بعد قليل أن الجملة المضارعية المنفية بلا تمتنع معها الواو، كما فى قوله تعالى: {ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ} وبقى بعد ذلك خمس جمل يجب ألا تقترن بالواو، فيصبر مجموع ما لا يجوز اقترانه بالواو من الحال الواقعة جملة سبعا ذكرنا لك اثنتين منها،

(والثالثة) أن تكون مضارعية منفية بما، كقول الشاعر:

عهدتك ما تصبو، وفيك شبيبة ... فما لك بعد الشّيب صبّا متيّما؟

(الرابعة) الجملة المعطوفة على حال قبلها، نحو قوله تعالى: {فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ} فجملة «هم قائلون» معطوفة على «بياتا».

(الخامسة) الجملة المؤكدة لمضمون جملة قبلها، نحو قولك: هو الحق لا شك فيه، وقوله تعالى: {ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ} فجملة «لا ريب فيه» حال مؤكدة لمضمون جملة «ذلك الكتاب» فى بعض أعاريب يحتملها هذا الكلام.