لغات العرب في نون جمع المذكر السالم، ونون المثنى
  وقوله:
  ٩ - أكلّ الدهر حلّ وارتحال ... أما يبقى علىّ ولا يقينى؟!
  وما ذا تبتغى الشّعراء منّى ... وقد جاوزت حدّ الأربعين؟
  وليس كسرها لغة، خلافا لمن زعم ذلك.
= مفعول به «آخرين» صفة له منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم، وجملة أنكرنا ومعمولاته معطوفة على جملة عرفنا ومعمولاته.
الشاهد فيه: كسر نون الجمع فى قوله «آخرين» بدليل أن القصيدة مكسورة حرف القافية، وقد روينا البيت السابق على بيت الشاهد ليتضح لك ذلك، وأول الكلمة قوله:
أتوعدنى وراء بنى رياح؟ ... كذبت؛ لتقصرنّ يداك دونى
٩ - هذان البيتان لسحيم بن وثيل الرياحى، من قصيدة له يمدح بها نفسه ويعرض فيها بالأبيرد الرياحى ابن عمه، وقبلهما:
عذرت البزل إن هى خاطرتنى ... فما بالى وبال ابنى لبون؟
وبعدهما قوله:
أخو خمسين مجنمع أشدّى ... ونجّذنى مداورة الشؤون
المفردات: «يبتغى» معناه يطلب، ويروى فى مكانه «يدرى» بتشديد الدال المهملة، وهو مضارع ادراه، إذا ختله وخدعه.
المعنى: يقول: كيف يطلب الشعراء خديعتى ويطمعون فى ختلى وقد بلغت سن التجربة والاختبار التى تمكننى من تقدير الأمور ورد كيد الأعداء إلى نحورهم؟ يريد أنه لا تجوز عليه الحيلة، ولا يمكن لعدوه أن يخدعه.
الإعراب: «أكل» الهمزة للاستفهام، وكل: ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر مقدم، وكل مضاف و «الدهر» مضاف إليه «حل» مبتدأ مؤخر «وارتحال» معطوف عليه «أما» أصل الهمزة للاستفهام، وما نافية، وأما هنا حرف استفتاح «يبقى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الدهر «على» جار ومجرور متعلق بيبقى «ولا» الواو عاطفة، ولا: زائدة لتأكيد النفى «يقينى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، والنون للوقاية، والياء مفعول به «وما ذا» ما: اسم استفهام مبتدأ. وذا: اسم موصول بمعنى الذى فى محل رفع خبر