شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لغات العرب في نون جمع المذكر السالم، ونون المثنى

صفحة 69 - الجزء 1

  وحقّ نون المثنى والملحق به الكسر، وفتحها لغة، ومنه قوله:

  ١٠ - على أحوذيّين استقلّت عشيّة ... فما هى إلا لمحة وتغيب


«تبتغى» فعل مضارع «الشعراء» فاعله «منى» جار ومجرور متعلق بتبتغى، والجملة من الفعل وفاعله لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد ضمير منصوب بتبتغى، وهو محذوف: أى تبتغيه «وقد» الواو حالية، قد: حرف تحقيق «جاوزت» فعل وفاعل «حد» مفعول به لجاوز، وحد مضاف و «الأربعين» مضاف إليه، مجرور بالياء المكسور ما قبلها تحقيقا المفتوح ما بعدها تقديرا، وقيل: مجرور بالكسرة الظاهرة؛ لأنه عومل معاملة حين فى جعل الإعراب على النون، وسنوضح ذلك فى بيان الاستشهاد بالبيت.

الشاهد فيه: قوله «الأربعين» حيث وردت الرواية فيه بكسر النون كما رأيت فى أبيات القصيدة؛ فمن العلماء من خرجه على أنه معرب بالحركات الظاهرة على النون على أنه عومل معاملة المفرد من نحو حين ومسكين وغسلين ويقطين، ومنهم من خرجه على أنه جمع مذكر سالم معرب بالياء نيابة عن الكسرة، ولكنه كسر النون، وعليه الشارح هنا.

ونظيره بيت ذى الأصبع العدوانى الذى رويناه لك (ص ٦٥) وقول الفرزدق:

ما سدّ حىّ ولا ميت مسدّهما ... إلا الخلائف من بعد النّبيّين

١٠ - البيت لحميد بن ثور الهلالى الصحابى، أحد الشعراء المجيدين، وكان لا يقاربه شاعر فى وصف القطاة، وهو من أبيات قصيدة له يصف فيها القطاة، وأول الأبيات التى يصف فيها القطاة قوله:

كما انقبضت كدراء تسقى فراخها ... بشمظة رفها والمياه شعوب

غدت لم تصعّد فى السماء، وتحتها ... إذا نظرت أهويّة ولهوب

فجاءت وما جاء القطا، ثم قلّصت ... بمفحصها، والواردات تنوب

اللغة: «الأحوذيان» مثنى أحوذى، وهو الخفيف السريع، وأراد به هنا جناح القطاة، يصفها بالسرعة والخفة، و «استقلت» ارتفعت وطارت فى الهواء، و «العشية» ما بين الزوال إلى المغرب، و «هى» ضمير غائبة يعود إلى القطاة على تقدير مضافين، وأصل الكلام: فما زمان رؤيتها إلا لمحة وتغيب.