شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

لولا حرف جر عند سيبويه

صفحة 9 - الجزء 2

  وقوله:

  ٢٠٠ - وكم موطن لولاى طحت كما هوى ... بأجرامه من قنّة النّيق منهوى

  * * *


٢٠٠ - البيت ليزيد بن الحكم بن أبى العاص، من كلمة له يعتب فيها على ابن عمه عبد الرحمن بن عثمان بن أبى العاص.

اللغة: «موطن» أراد به المشهد من مشاهد الحروب «طحت» هلكت، ويقال: طاح يطوح كقال يقول. وطاح يطيح كباع يبيع «بأجرامه» الأجرام: جمع جرم - بكسر الجيم - وهو الجسد «هوى» سقط من أعلى إلى أسفل، وهو بوزن رمى يرمى «قنة النيق» رأس الجبل «منهوى» ساقط.

المعنى. كثير من مشاهد الحروب لو لا وجودى معك فيها لسقطت سقوط من يهوى من أعلى الجبل بجميع جسمه.

الإعراب: «كم» خبرية - بمعنى كثير - مبتدأ، أو ظرف متعلق بطحت «موطن» تمييز كم مجرور بإضافتها إليه، وخبر المبتدأ الذى هو كم - على الأول - محذوف، والتقدير كثير من المواطن لك، مثلا «لولاى» لو لا: حرف يدل على امتناع الجواب لوجود الشرط، وهو حرف جر شبيه بالزائد لا يتعلق بشئ عند سيبويه، وياء المتكلم عنده ذات محلين، أحدهما جر بلولا، وثانيهما رفع بالابتداء، وليس لها إلا محل واحد هو الرفع بالابتداء عند الأخفش، وعنده أن الشاعر قد استعار ضمير الجر لضمير الرفع، والخبر محذوف عندهما جميعا، والتقدير: لولاى موجود «طحت» فعل وفاعل، والجملة فى محل جر صفة لموطن، والرابط محذوف، أى: طحت فيه، أو هذه الجملة لا محل لها جواب لو لا، وهذا أحسن «كما» الكاف جارة، وما: مصدرية «هوى» فعل ماض «بأجرامه» الجار والمجرور متعلق بهوى، وأجرام مضاف والهاء مضاف إليه «من قنة» جار ومجرور متعلق بهوى أيضا، وقنة مضاف، و «النيق» مضاف إليه «منهوى» فاعل هوى، و «ما» المصدرية ومدخولها فى تأويل مصدر مجرور بالكاف، والكاف ومجرورها تتعلق بمحذوف صفة لمصدر محذوف، أى: طحت طيحا مثل ظيح منهو من قنة النيق بأجرامه.